شرح قول المصنف: " الباب الخامس في حكاية بعض المتأخرين لمذهب السلف قال بعض المتأخرين: " مذهب السلف في الصفات إمرار النصوص على ما جاءت به مع اعتقاد أن ظاهرها غير مراد ". أهـ.وهذا القول على إطلاقه فيه نظر فإن لفظ " ظاهر " مجمل يحتاج إلى تفصيل: فإن أريد بالظاهر ما يظهر من النصوص من الصفات التي تليق بالله من غير تشبيه فهذا مراد قطعاً، ومن قال: إنه غير مراد فهو ضال إن اعتقده في نفسه، وكاذب أو مخطئ إن نسبه إلى السلف. وإن أريد بالظاهر ما قد يظهر لبعض الناس من أن ظاهرها تشبيه الله بخلقه، فهذا غير مراد قطعاً، وليس هو ظاهر النصوص لأن مشابهة الله لخلقه أمر مستحيل، ولا يمكن أن يكون ظاهر الكتاب والسنة أمراً مستحيلاً، ومن ظن أن هذا هو ظاهرها فإنه يبين له أن ظنه خطأ، وأن ظاهرها بل صريحها إثبات صفات تليق بالله وتختص به. وبهذا التفصيل نكون قد أعطينا النصوص حقها لفظاً ومعنى والله أعلم . حفظ
الشيخ : الباب الذي قبل هذا مهم جدا ولهذا تجب العناية به ، وهو قول بعض المتأخرين بعض الأغبياء ما هو المتأخرين أن مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم ، لا بد من العناية به وبيان بطلانه حتى لا يلتبس عليهم الأمر ، لأني قلت لكم إن بعض الناس من العلماء المحققين المشهود لهم بالخير يقولون هذا الكلام كالنووي وغيره يقولون مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم ، أما هذا الباب فهو في مسألة بسيطة ما هي ... يقول بعض المتأخرين إن " مذهب السلف في الصفات إمرار النصوص على ما جاءت به مع اعتقاد أن ظاهرها غير مراد " ، ويش قصده ؟ قصده ما سيأتي في الباب الذي يليه إنه ما هناك فرق بيّن في مذهب السلف ومذهب الخلف لأنهم كلهم يعتقدون أن ظاهرها غير مراد ، لكن السلف يسكتون على رأيهم وأولئك يعينون ، نحن نقول إن هذا من باب التلبيس والتضليل ، فأنت إذا قلت مذهب السلف إمرار النصوص على ما جاءت به مع اعتقاد أن ظاهرها غير مراد فيه شيء من التناقض في الواقع ، لأنك إذا قلت إمرارها على ما جاءت به وجب أن تعتقد أن ظاهرها مراد ، يجب وإلا ما أمررتها على ما جاءت به ، ولكن مع ذلك نحن نتنزل مع الناس لأنهم قد يفهمون من مذهب السلف شيئا غير ما نفهمه نحن ، فنحتاج إلى أن نفصل فنقول : " هذا القول على إطلاقه فيه نظر " ، وعندكم أنتم هذا النقل على إطلاقه غير صحيح ، هذا النقل لأن قوله مذهب السلف ينقل عن غيره يقول هذا هو الذي يريدون ، فنقول هذا النقل غير صحيح وهذا القول أيضا على إطلاقه فيه نظر ، المعنى متقارب ، ليش ؟ قال : " فإن لفظ ظاهر مجمل يحتاج إلى تفصيل " وأكثر ما يأتي البلاء من الإجمال الذي ما فيه تفصيل ، فيؤخذ على إجماله ثم يبدأ كل إنسان يفصله على ما يريد ، لكن بالتفصيل يزول الإشكال ، " فإن أريد بالظاهر " ويش الظاهر ؟ الذي قال إن ظاهرها غير مراد نقول ماذا تريد بالظاهر ؟ " إن أريد بالظاهر ما يظهر من النصوص من الصفات التي تليق بالله من غير تشبيه فهذا غير مراد، فهذا مراد قطعا ، ومن قال إنه غير مراد فهو ضال إن اعتقده في نفسه وكاذب أو مخطئ إن نسبه إلى السلف "
السائل : ...
الشيخ : ويش عندك
السائل : ...
الشيخ : أي ، الظاهر أن المعنى واحد ، ... ، هاه ؟
السائل : ...
الشيخ : طيب نقول اللي يقول إن السلف يقولون ظاهرها غير مراد ما تريد بالظاهر ؟ هل تريد بالظاهر المعنى اللائق بالله بدون تشبيه ؟ إن قال نعم أريد هذا قلنا له هذا مراد وقولك إن السلف يقولون غير مراد كذب إن نقلته عنهم وخطأ إن اعتقدته في نفسك وضلال ، فإن السلف لا يقولون بهذا القول ، لا يقولون إن ظاهرها اللائق بالله بدون تشبيه إنه غير مراد بل يقولون إنه مراد ، ونضرب لذلك مثلا إذا قال قائل : (( الرحمن على العرش استوى ))ويش ظاهر الآية ؟ أنه علا على العرش واستوى عليه استواء خاصا وهو العلو والاستقرار .
فإذا قال قائل هذا الظاهر يقول السلف إنه غير مراد ، ماذا نقول له ؟ نقول كذبت ما قال السلف هذا ، وأنت إن اعتقدت أن هذا مذهب السلف فأنت مخطئ نعم، ولهذا قال : فهو ضال إن اعتقده في نفسه وكاذب إن نقله عن السلف أو مخطئ ، فإذا قال : أنا أريد بالظاهر استوى على العرش يعني كاستوائنا نحن على السرير هذا هو الظاهر ، نقول الظاهر هذا غير مراد والا ما نقول ؟ نقول هذا غير مراد لا شك لكننا نمنع أن يكون هذا هو الظاهر ، ما يمكن يكون هذا هو الظاهر ، لأن الظاهر من جميع ما وصف الله به نفسه الظاهر منه أنها صفات تليق به بدون تشبيه ، ذكر هذه الجملة يحصل فيها اشتباه عند السلف ما يفهموها جيدا ، نعيد مرة ثانية
نقول إذا قال قائل إن السلف يعتقدون إن ظاهر النصوص غير مراد ، نقول هذا على إطلاقه فيه نظر ويحتاج إلى تفصيل ، ما هو التفصيل ؟ أن نقول له ماذا تريد بالظاهر الذي زعمت أن السلف يقولون غير مراد ؟ إن أردت بالظاهر المعنى اللائق بالله بدون تشبيه إن أردت هذا المعنى فهو مراد ، السلف يريدون هذا يريدون أن معنى الآيات والأحاديث الدالة على الصفات أن معناها على حسب ما يليق بالله بدون تشبيه على ظاهرها ، وأنت إن نقلت هذا عن السلف فإنك كاذب أو مخطئ ، وإن اعتقدته في نفسك وقلت أن هذا الظاهر غير مراد بنفسك فأنت ضال ، طيب قال : " وإن أراد بالظاهر وان أريد بالظاهر ما قد يظهر لبعض الناس من أن ظاهرها تشبيه الله بخلقه فهذا غير مراد قطعا " ، لو قال ظاهر قوله تعالى (( استوى على العرش )) أنه كاستواء الإنسان على السرير هذا ظاهر الآية وهو غير مراد ، نقول صدقت في شيء وكذبت في شيء ، ويش اللي صدق فيه ؟ أنه غير مراد وكذب في أنه ظاهر النص ، هذا ما يمكن يكون ظاهر النص ولهذا قلنا " وإن أراد بالظاهر ما قد يظهر لبعض الناس من أن ظاهرها تشبيه الله بخلقه فهذا غير مراد قطعا وليس هو ظاهر النصوص لأن مشابهة الله لخلقه أمر مستحيل ولا يمكن أن يكون ظاهر الكتاب والسنة أمرا مستحيلا ، ومن ظن أن هذا هو ظاهرها فإنه يبين له أن ظنه خطأ وأن ظاهرها بل صريحها إثبات صفات تليق بالله وتختص به ، وبهذا التفصيل نكون قد أعطينا النصوص حقها لفظا ومعنى " ، أظنه واضح الآن ؟
طيب لو قال قائل : قوله تعالى (( لما خلقت بيدي )) ظاهره إثبات يدٍ حقيقية تليق بالله وهو غير مراد ، هاه صح والا لا ؟ نقول هذا ليس بصحيح ، ليس هذا بظاهر النص ليس هذا هو ظاهر النص ، ويش ظاهر النص ؟
الطالب : ...
الشيخ : أنا قلت إذا قال إن ظاهر قوله (( لما خلقت بيدي )) إثبات يد حقيقية تشبه أيدي المخلوقين نقول هذا ليس بظاهرها فإن قلت إن هذا غير مراد قلنا صدقت والا كذبت ؟ صدقت ، أما إذا قال ظاهرها إثبات يدين حقيقيتين تليقان به وهذا غير مراد هاه ؟ نقول صدقت في شيء وكذبت في شيء ، أما قولك إن ظاهرها إثبات يدين حقيقيتين تليق بالله فهذا صحيح وأما قولك غير مراد فهذا كذب ، السلف ما قالوا غير مراد بل إنهم يقولون هذا مراد ونثبته لله عز وجل ، بقينا ماذا يريد منه هو باليدين ؟ يرى أن المراد بها في علم الله القوة والنعمة والقدرة وما أشبه ذلك وهذا لا شك أنه تحريف للكلم عن مواضعه
الطالب : ...
الشيخ : كيف ؟ اقرأه علينا الآن
الطالب : ... " المراد به ما يظهر من هذه النصوص من المعاني اللائقة بالله من غير تشبيه وهذا مراده قطعا ومن اعتقد أنه غير مراد فهو ضال ومن نقل عن السلف أنه غير مراد فقد كذب عليهم أو أخطأ ... أن يكون أحد منهم أن قوله تعالى (( وهو السميع البصير )) لا يراد به السمع والبصر الحقيقيان اللائقان بالله من غير تشبيه أو إن قوله تعالى (( بل يداه مبسوطتان )) لا يراد به اليدان الحقيقيتان واللائقتان بالله من غير تشبيه أو إن قوله تعالى (( أأمنتم من في السماء )) لا يراد به أن الله بذاته في السماء من غير تشبيه "
الشيخ : زين هذا زدنا فيه الأمثلة هذا أمثلة وطيب ، تفضل ، هاه ؟
السائل : ...
الشيخ : هذا الأخير هذا الأخير.