شرح قول المصنف: " الباب العاشر في استواء الله على عرشه الاستواء في اللغة: يطلق على معان تدور على الكمال والانتهاء، وقد ورد في القرآن على ثلاثة وجوه:. 1: مطلق كقوله تعالى: ( ولما بلغ أشده واستوى ). أي كمل. 2 ومقيد بـ" إلى " كقوله تعالى: (ثم استوى إلى السماء ) أي قصد بإرادة تامة. 3 ومقيد بـ " على " كقوله تعالى: ( لتستووا على ظهوره )ومعناه حينئذ العلو والاستقرار " حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
" الباب العاشر في استواء الله على عرشه " ، وهذا أخص من العلو ، لأن علو الله عز وجل عام ، عالٍ على كل شيء ، وأما الاستواء فإنه خاص بالعرش ، يقال إن الله تعالى علا على السماوات ولا يقال إنه استوى على السماوات ، فالاستواء إذن أخص من العلو ، ولهذا يقر بعض أهل البدع بعلو الله عز وجل ولا يقرون باستوائه على عرشه ، يقول : " الاستواء في اللغة يطلق على معان تدور على الكمال والانتهاء " ، يعني أنه الاستواء كل معانيه تدور على كمال وانتهاء ، وإن كانت قد تختلف في بعض الأماكن عن بعض إما بأداة تخصيص أو تقييد أو ما أشبه ذلك ، وهذا ما يسمى بعلم الاشتقاق ومن أحسن ما رأيت في هذا الباب كتاب مقاييس اللغة لابن فارس موجود في ست مجلدات أو سبعة ، هذا الكتاب يذكر لك المادة ثم يقول أصلها كذا وكذا ثم يأتي بشواهد على هذا ، وهو نافع لطالب العلم ، ودائما نرى في التعريفات عند أهل الفقه يقولون هذا مشتق من كذا ... عليه .
فالاستواء يطلق في اللغة على معان متعددة كلها تدور على الكمال والانتهاء ، " وقد ورد في القرآن على ثلاثة وجوه " انتبه لكلام المؤلف ورد في القرآن على ثلاثة وجوه ، لا في اللغة لأنه في اللغة ورد على أربعة وجوه ، الوجوه الثلاثة التي في القرآن ووجه رابع أن يكون مقرونا بالواو يكون مثل قولهم : استوى الماءُ والخشبةَ استوى الماءُ والخشبةَ، هذا ما جاء نظيره في القرآن لكنه مستعمل في اللغة العربية ، استوى الماء والخشبة ويش معناه ؟ يعني تساوى ، تساوى الماء والخشبة ، ... من العلو، في القرآن ورد على ثلاثة أوجه : " الأول مطلق كقوله تعالى (( ولما بلغ أشده واستوى )) - أيش معنى استوى ؟ - أي كمل " ، فإذا جاءت استوى مطلقة فهي بمعنى الكمال ، ولهذا يقال استوى الطعام يعني كمل ونضج
" ومقيدة بإلى كقوله تعالى (( ثم استوى إلى السماء )) " فقد وردت في القرآن في كم موضع ؟ مقيدة بإلى
الطالب : ...
الشيخ : لا مقيدة بإلى
الطالب : ...
الشيخ : أو في موضعين ، في سورة البقرة
الطالب : ...
الشيخ : لا ، وفي سورة فصلت ، في سورة البقرة (( ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات )) وفي سورة فصلت (( ثم استوى إلى السماء وهي دخان )) فوردت في موضعين في القرآن معداة بإلى ، واختلف المفسرون فيها فقال بعضهم إن استوى هنا بمعنى " قصد بإرادة جازمة " ، قصد إلى السماء وهؤلاء قيدوا قولهم بوجهين : وجه لفظي ووجه معنوي .
الوجه اللفظي قالوا إن استوى هنا عديت بإلى وهي إذا كانت بمعنى العلو بمعنى العلو تعدى بعلى ، فلما عديت بإلى صارت مضمنة معنى يتعدى بإلى يتعدى بإلى، يكون معنى استوى إليها أي قصد إليها على وجه كامل ، نحن قلنا أنها تدور على الكمال والانتهاء أي قصد إلى السماء قصدا كاملا .
الوجه الثاني مما أيدوا به تفسيرهم هذا وجه معنوي قالوا بأننا إذا قلنا استوى إلى السماء أي علا إليها لزم من ذلك أن يكون قبل هذا تحت السماء ، إذا قلنا استوى إليها يعني صعد إليها صعد إليها لزم أن يكون حين خلق الأرض تحت السماء وهذا محال ، لأنه ينافي علو الله عز وجل ، وإلى هذا المعنى أي إلى أن المراد باستوى إلى السماء أي قصد إليها ذهب ابن كثير رحمه الله في التفسير .
أما ابن جرير فإنه يقول " إن استوى هنا بمعنى علا " قال " لأن هذا هو معناها في القرآن ، كلما عديت بحرف الجر فإنها بمعنى على فإنها بمعنى على " ، ونقول كما نقول في سائر الصفات استوى الله إلى السماء ولا يلزم من ذلك أن يكون السماء فوقه حين خلق الأرض بل إن هذا كما في قوله ( ينزل إلى السماء الدنيا ) ولا يلزم أن تكون السماوات الأخرى فوقه ، وهذا أقرب إلى ظاهر اللفظ ، يكون المعنى استوى إليها أي علا إليها وصعد إليها واقتفى إليها وما أشبه ذلك ، ونقول إن هذا في أمور لا تدركها عقولنا فنبقيها على ظاهر لفظها ، وننزه الله تعالى عما لا عما لا يليق به من كون شيء من مخلوقاته فوقه ، يقول : " ومقيد بعلى كقوله تعالى (( لتستووا على ظهوره )) " الآية هذه قبلها شيء يبين المعنى (( وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره )) ظهور أيش ؟ على ظهور ما تركبون ، تستووا على ظهوره ، معنى تستووا على ظهوره يكون معناه حينئذٍ العلو والاستقرار ، لأن اللي يركب على البعير أو يركب على السفينة مثلا عالٍ عليها والا لا ؟ ومستقر ولهذا قال (( ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين )) أي ما كنا مطيقين له لولا أن الله سخره ، الاستواء في القرآن ورد على ثلاثة وجوه : مطلق مقيد بإلى مقيد بعلى .
" الباب العاشر في استواء الله على عرشه " ، وهذا أخص من العلو ، لأن علو الله عز وجل عام ، عالٍ على كل شيء ، وأما الاستواء فإنه خاص بالعرش ، يقال إن الله تعالى علا على السماوات ولا يقال إنه استوى على السماوات ، فالاستواء إذن أخص من العلو ، ولهذا يقر بعض أهل البدع بعلو الله عز وجل ولا يقرون باستوائه على عرشه ، يقول : " الاستواء في اللغة يطلق على معان تدور على الكمال والانتهاء " ، يعني أنه الاستواء كل معانيه تدور على كمال وانتهاء ، وإن كانت قد تختلف في بعض الأماكن عن بعض إما بأداة تخصيص أو تقييد أو ما أشبه ذلك ، وهذا ما يسمى بعلم الاشتقاق ومن أحسن ما رأيت في هذا الباب كتاب مقاييس اللغة لابن فارس موجود في ست مجلدات أو سبعة ، هذا الكتاب يذكر لك المادة ثم يقول أصلها كذا وكذا ثم يأتي بشواهد على هذا ، وهو نافع لطالب العلم ، ودائما نرى في التعريفات عند أهل الفقه يقولون هذا مشتق من كذا ... عليه .
فالاستواء يطلق في اللغة على معان متعددة كلها تدور على الكمال والانتهاء ، " وقد ورد في القرآن على ثلاثة وجوه " انتبه لكلام المؤلف ورد في القرآن على ثلاثة وجوه ، لا في اللغة لأنه في اللغة ورد على أربعة وجوه ، الوجوه الثلاثة التي في القرآن ووجه رابع أن يكون مقرونا بالواو يكون مثل قولهم : استوى الماءُ والخشبةَ استوى الماءُ والخشبةَ، هذا ما جاء نظيره في القرآن لكنه مستعمل في اللغة العربية ، استوى الماء والخشبة ويش معناه ؟ يعني تساوى ، تساوى الماء والخشبة ، ... من العلو، في القرآن ورد على ثلاثة أوجه : " الأول مطلق كقوله تعالى (( ولما بلغ أشده واستوى )) - أيش معنى استوى ؟ - أي كمل " ، فإذا جاءت استوى مطلقة فهي بمعنى الكمال ، ولهذا يقال استوى الطعام يعني كمل ونضج
" ومقيدة بإلى كقوله تعالى (( ثم استوى إلى السماء )) " فقد وردت في القرآن في كم موضع ؟ مقيدة بإلى
الطالب : ...
الشيخ : لا مقيدة بإلى
الطالب : ...
الشيخ : أو في موضعين ، في سورة البقرة
الطالب : ...
الشيخ : لا ، وفي سورة فصلت ، في سورة البقرة (( ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات )) وفي سورة فصلت (( ثم استوى إلى السماء وهي دخان )) فوردت في موضعين في القرآن معداة بإلى ، واختلف المفسرون فيها فقال بعضهم إن استوى هنا بمعنى " قصد بإرادة جازمة " ، قصد إلى السماء وهؤلاء قيدوا قولهم بوجهين : وجه لفظي ووجه معنوي .
الوجه اللفظي قالوا إن استوى هنا عديت بإلى وهي إذا كانت بمعنى العلو بمعنى العلو تعدى بعلى ، فلما عديت بإلى صارت مضمنة معنى يتعدى بإلى يتعدى بإلى، يكون معنى استوى إليها أي قصد إليها على وجه كامل ، نحن قلنا أنها تدور على الكمال والانتهاء أي قصد إلى السماء قصدا كاملا .
الوجه الثاني مما أيدوا به تفسيرهم هذا وجه معنوي قالوا بأننا إذا قلنا استوى إلى السماء أي علا إليها لزم من ذلك أن يكون قبل هذا تحت السماء ، إذا قلنا استوى إليها يعني صعد إليها صعد إليها لزم أن يكون حين خلق الأرض تحت السماء وهذا محال ، لأنه ينافي علو الله عز وجل ، وإلى هذا المعنى أي إلى أن المراد باستوى إلى السماء أي قصد إليها ذهب ابن كثير رحمه الله في التفسير .
أما ابن جرير فإنه يقول " إن استوى هنا بمعنى علا " قال " لأن هذا هو معناها في القرآن ، كلما عديت بحرف الجر فإنها بمعنى على فإنها بمعنى على " ، ونقول كما نقول في سائر الصفات استوى الله إلى السماء ولا يلزم من ذلك أن يكون السماء فوقه حين خلق الأرض بل إن هذا كما في قوله ( ينزل إلى السماء الدنيا ) ولا يلزم أن تكون السماوات الأخرى فوقه ، وهذا أقرب إلى ظاهر اللفظ ، يكون المعنى استوى إليها أي علا إليها وصعد إليها واقتفى إليها وما أشبه ذلك ، ونقول إن هذا في أمور لا تدركها عقولنا فنبقيها على ظاهر لفظها ، وننزه الله تعالى عما لا عما لا يليق به من كون شيء من مخلوقاته فوقه ، يقول : " ومقيد بعلى كقوله تعالى (( لتستووا على ظهوره )) " الآية هذه قبلها شيء يبين المعنى (( وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره )) ظهور أيش ؟ على ظهور ما تركبون ، تستووا على ظهوره ، معنى تستووا على ظهوره يكون معناه حينئذٍ العلو والاستقرار ، لأن اللي يركب على البعير أو يركب على السفينة مثلا عالٍ عليها والا لا ؟ ومستقر ولهذا قال (( ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين )) أي ما كنا مطيقين له لولا أن الله سخره ، الاستواء في القرآن ورد على ثلاثة وجوه : مطلق مقيد بإلى مقيد بعلى .