شرح قول المصنف: " .. فإن قال قائل: إذا كان استواء الله على عرشه بمعنى العلو عليه لزم من ذلك أن يكون أكبر من العرش، أو أصغر، أو مساوياً وهذا يقتضي أن يكون جسماً، والجسم ممتنع على الله. فجوابه أن يقال: لا ريب أن الله أكبر من العرش، وأكبر من كل شيء، ولا يلزم على هذا القول شيء من اللوازم الباطلة التي ينزه الله عنها. حفظ
الشيخ : " استواء الله على عرشه بمعنى العلو عليه لزم من ذلك أن يكون أكبر من العرش أو أصغر أو مساويا " ، هذا اللزوم صحيح ؟ كل شيء على شيء فإما أن يكون هذا الذي فوق أكبر من اللي تحت والا أصغر والا مساويا ، صح ؟ أي نعم هذا صحيح ، هذا لزوم عقلي ، فنقول في الجواب نقول وهذا شوف بقية الإيراد " وهذا يقتضي أن يكون جسما والجسم ممتنع على الله " ، شوف هذا الطاغوت المعول الخارب يمشي عليه كل من أنكر الصفات ، كل اللي ينكرون الصفات يقولون لأن إثباتها يستلزم أن يكون جسما ثم يقولون الأجسام متماثلة فإذا كانت الأجسام متماثلة وهذا يستلزم التجسيم لزم أن يكون الله مماثلا للخلق ، لكن هذا المعول أظنه سبق لنا بيان أنه معول لا يستقيم بل معول لا يفيد ، الجواب نعم " أن يقال لا ريب أن الله أكبر من العرش وأكبر من كل شيء " هذا حق والا لأ ؟ لأن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر بأن الله يقبض السماوات بيمينه وكذلك الأرض نعم وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما ( أن السماوات السبع والأرضين السبع في كف الرحمن كخردلة في كف أحدنا ) وعلى هذا فالله أكبر من كل شيء ، وهذا ليس فيه أي محذور " ولا يلزم على هذا القول شيء من اللوازم الباطلة التي ينزه الله عنها " ، هل يلزم في هذا محذور ؟ إذا قلنا إن الله أكبر من كل شيء ، نحن نقول في كل صلاة نقول الله أكبر ، وإن كان الذي يتبادر في قولنا الله أكبر في الصلاة وفي الأذان أنه أكبر من الكبرياء والعظمة هذا هو المتبادر ولكن مع ذلك أيضا هو أكبر من كل شيء حتى بذاته ، والدليل على هذا ما أشرنا إليه قبل قليل ، والله عز وجل فوق العرش وليس محتاجا إلى العرش كما سبق ليس محتاجا إليه ، فحينئذٍ ما فيه مضرة ولا فيه محذور.
" وأما قوله إن الجسم ممتنع على الله فجوابه أن الكلام في الجسم وإطلاقه على الله او واطلاقَه على الله نفيا أو إثباتا من البدع التي لم ترد في الكتاب ولا في السنة وأقوال السلف " ، أليس كذلك ؟ دوّر في القرآن أن الله نفى أن يكون جسما أو أثبت أنه جسم ، ما تجد ، هل في السنة أن الرسول أثبت أن الله جسم أو ليس بجسم ؟ ما تجد هذا ، في أقوال السلف ما تجد هذا ، ما حدث القول في الجسم إلا بعد حدوث البدع ولهذا نقول هذا ليس بموجود وإطلاقه " من البدع التي لم ترد في الكتاب والسنة وأقوال السلف وهو من الألفاظ المجملة التي تحتاج إلى تفصيل " ، لأن كلمة جسم إذا قلت هل لله جسم والا لا يحتاج إلى تفصيل ، فنقول
أولا أما بالنسبة للفظه فلا نلتزم بالإثبات ولا بالنفي لماذا ؟ لعدم ورود ذلك ما ورد أن الله أثبته ولا نفاه ، فحقنا أن نمسك عما أمسك الله عنه ، بالنسبة للمعنى أن نقول إن أريد بالجسم الشيء المحدث المركب المفتقر كل جزء منه إلى الآخر فهذا ممتنع على الله ، نحن مثلا في أجسامنا بقية الجسم مفتقر للرأس لو زال الرأس لا فائدة من الجسم واضح ؟ مفتقرين إلى الأمعاء والمعدة والقلب والكبد لو أزيلت هذه منا ما بقينا ، بالنسبة للرب عز وجل ما يمكن أن يكون هكذا ، ما يمكن أن نقول إن الله جسم بهذا المعنى أبدا ، لأن ذلك يستلزم الحدوث والنقص العظيم ويستلزم أن للخالق خالقا أحدثه ، وإن أريد بالجسم ما يقوم بنفسه ويتصف بما يليق به فهذا غير ممتنع على الله تعالى ، فإن الله قائم بنفسه متصف بالصفات الكاملة التي تليق به ، لأنك لو لم تصف الله بهذا معناه أنه ليس بموجود ، لو قلت ليس قائما بنفسه ولا متصفا بالصفات إذن هل يمكن أن يكون موجودا ؟ لا ، بل هذا كقولهم " إن الله ليس فوق العالم ولا تحت العالم ولا يمينه ولا شماله ولا متصل بالعالم ولا منفصل عن العالم " ويش يكون ؟ لا شيء فأنت إذا آمنت بالله عز وجل بذات متصفة بالصفات اللائقة بها فهذا هو الحق ، ولا يلزم على هذا شيئا من اللوازم الباطلة أبدا ، أي نعم.
" وأما قوله إن الجسم ممتنع على الله فجوابه أن الكلام في الجسم وإطلاقه على الله او واطلاقَه على الله نفيا أو إثباتا من البدع التي لم ترد في الكتاب ولا في السنة وأقوال السلف " ، أليس كذلك ؟ دوّر في القرآن أن الله نفى أن يكون جسما أو أثبت أنه جسم ، ما تجد ، هل في السنة أن الرسول أثبت أن الله جسم أو ليس بجسم ؟ ما تجد هذا ، في أقوال السلف ما تجد هذا ، ما حدث القول في الجسم إلا بعد حدوث البدع ولهذا نقول هذا ليس بموجود وإطلاقه " من البدع التي لم ترد في الكتاب والسنة وأقوال السلف وهو من الألفاظ المجملة التي تحتاج إلى تفصيل " ، لأن كلمة جسم إذا قلت هل لله جسم والا لا يحتاج إلى تفصيل ، فنقول
أولا أما بالنسبة للفظه فلا نلتزم بالإثبات ولا بالنفي لماذا ؟ لعدم ورود ذلك ما ورد أن الله أثبته ولا نفاه ، فحقنا أن نمسك عما أمسك الله عنه ، بالنسبة للمعنى أن نقول إن أريد بالجسم الشيء المحدث المركب المفتقر كل جزء منه إلى الآخر فهذا ممتنع على الله ، نحن مثلا في أجسامنا بقية الجسم مفتقر للرأس لو زال الرأس لا فائدة من الجسم واضح ؟ مفتقرين إلى الأمعاء والمعدة والقلب والكبد لو أزيلت هذه منا ما بقينا ، بالنسبة للرب عز وجل ما يمكن أن يكون هكذا ، ما يمكن أن نقول إن الله جسم بهذا المعنى أبدا ، لأن ذلك يستلزم الحدوث والنقص العظيم ويستلزم أن للخالق خالقا أحدثه ، وإن أريد بالجسم ما يقوم بنفسه ويتصف بما يليق به فهذا غير ممتنع على الله تعالى ، فإن الله قائم بنفسه متصف بالصفات الكاملة التي تليق به ، لأنك لو لم تصف الله بهذا معناه أنه ليس بموجود ، لو قلت ليس قائما بنفسه ولا متصفا بالصفات إذن هل يمكن أن يكون موجودا ؟ لا ، بل هذا كقولهم " إن الله ليس فوق العالم ولا تحت العالم ولا يمينه ولا شماله ولا متصل بالعالم ولا منفصل عن العالم " ويش يكون ؟ لا شيء فأنت إذا آمنت بالله عز وجل بذات متصفة بالصفات اللائقة بها فهذا هو الحق ، ولا يلزم على هذا شيئا من اللوازم الباطلة أبدا ، أي نعم.