شرح قول المصنف: " والكرسي في اللغة: السرير وما يقعد عليه. أما الكرسي الذي أضافه الله إلى نفسه فهو موضع قدميه تعالى، قال ابن عباس رضي الله عنهما: " الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر قدره إلا الله عز وجل". رواه الحاكم في المستدرك، وقال: إنه على شرط الشيخين وقد روي مرفوعاً. والصواب أنه موقوف " حفظ
الشيخ : " والكرسي في اللغة السرير وما يقعد عليه " ، إذن الكرسي له إطلاقان في اللغة السرير الذي ينام عليه والثاني ما يقعد عليه كالكراسي المعروفة التي توقد للمدرسين وشبههم ، " وأما الكرسي الذي أضافه الله إلى نفسه " يعني في قوله تعالى (( وسع كرسيه السماوات والأرض )) " فهو موضع قدميه تعالى ، قال ابن عباس رضي الله عنهما ( الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر قدره إلا الله عز وجل ) " هذا الحديث موقوف على ابن عباس رضي الله عنه ، وهل له حكم الرفع ؟
الطالب : ... ، لا ما له
الشيخ : نعم ؟ طيب هو لا شك أنه لا مجال للاجتهاد فيه ، أنه من ... الأمور الخبرية المحضة ، ولكن ابن عباس رضي الله عنهما ممن عرف بالأخذ عن بني إسرائيل وعلى هذا فيبقى في النفس من هذا شيء ، لكن قبول أهل العلم له وتلقيهم إياه يدل على أنه صحيح ، فإن السلف أخذوا بهذا الحديث واعتمدوه ، وفيه الكرسي موضع القدمين ، إثبات القدم لله عز وجل حق قد صح به الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ( لا تزال جهنم يلقى فيها وهي تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه أو رجله فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط ) لكن إثبات القدمين لا أعلمه إلا في هذا الحديث يعني إثبات القدمين اثنين ، لا أعلمه إلا في هذا الحديث ، وأما القدم فهو ثابت في صحيح البخاري وغيره ، لكن مع هذا نقول إن إثبات القدمين لا يعني التمثيل أبدا فهو كإثبات الوجه والعين والذات نعم، ليس مماثلا للخلق ، نعلم ذلك علم اليقين لأننا نعلم عن طريق السمع بأن الله ليس كمثله شيء ونعلم عن طريق العقل بأنه لا يمكن أن يكون المخلوق مثل الخالق أبدا ، فلذلك التماثل ممنوع حتى فيما توافق فيه المعنيان في اللفظ فإن الحقيقة مختلفة ، نعم.