شرح قول المصنف: الباب الحادي عشر : في المعية أثبت الله لنفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أنه مع خلقه. حفظ
السائل : ... ؟
الشيخ : يعني معية الله لخلقه ، والمعية نعم المعية اختلف فيها أهل القبلة ويعنى بأهل القبلة كل من ينتسب إلى الإسلام فمنهم من قال " إن المعية تقتضي الاختلاط إما الاختلاط الكامل بأن يكون الله عز وجل في المكان الذي أنت فيه " ، إن كنت في المسجد فهو في المسجد إن كنت في البيت فهو في البيت إن كنت في السوق فهو في السوق ، وهذا مذهب الحلولية من الجهمية وغيرها ، وهو مذهب باطل كما سيأتي إن شاء الله تعالى بيان بطلانه ، ومنهم من قال " إن الله تعالى مع خلقه حقيقة لكنه فوقهم ولا يتنافى تتنافى المعية والفوقية " كما سيأتي إن شاء الله تعالى في الفصل الذي بعد هذا وهو إمكان الجمع بين الحقيقة حقيقة العلو وحقيقة المعية .
ومنهم من قال " إن المعية مجاز عن العلم والنصر والتأييد والقدرة وما أشبه ذلك " ، وسيأتي إن شاء الله تعالى بيان ما هو الحق في هذه الاحتمالات الثلاث ، أما الذين يقولون إن المعية معية اختلاط الذات بالذات فهؤلاء كفار ، لا يصح أن أن ينسبون ان ينسبوا إلى أهل القبلة الذين يقولون إن الله حل في عين من الأعيان أو في كل الأعيان هؤلاء لا نعدهم من أهل القبلة ، وإن انتسبوا إلى ذلك وإن انتسبوا إلى الإسلام فليسوا من أهل الإسلام في شيء لأن هؤلاء الذين يقولون بالحلول العام أخبث من النصارى الذين يقولون بالحلول الخاص ، النصارى يقولون بالحلول الخاص أن الله حل في عيسى هؤلاء يقولون إن الله حل في كل شيء حتى في الحمير والكلاب والعياذ بالله ، وهؤلاء لا يمكن أن نقول إنهم من أهل القبلة أو من المسلمين وإن كانوا يدّعون ذلك نعم، مثل ابن عربي وأشباهه هادولا هؤلاء لا نقول إنهم من المسلمين ، ولا يجوز أن نقول إنهم من المسلمين وهذا عقيدتهم في ربهم عز وجل نعم
قال المؤلف : " أثبت الله لنفسه في كتابه أثبت الله لنفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أنه مع خلقه " ، شوف المؤلف جعل العنوان المعية لكن عندما أراد أن يتكلم عليها ما قال إن الله أثبت المعية لنفسه بل قال أثبت أنه مع خلقه ، لأن المعية بهذا اللفظ ما وردت إنما ورد أن الله مع خلقه ، وهذا من الأشياء التي يجب على الإنسان أن يتحرى لفظ الكتاب والسنة فيها فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته لأن هذه أخبار عن أمور غيبية لا تقاس بغيرها كالمشاهد ، فإذا كان كذلك فإن من الأدب أن يعبر الإنسان بما عبر به الكتاب والسنة ، حتى وإن كان سيعبر بلفظ ..