تتمة شرح قول المصنف: " الباب الحادي عشر : في المعية أثبت الله لنفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أنه مع خلقه. فمن أدلة الكتاب: قوله تعالى: ( وهو معكم أين ما كنتم ) ( وأن الله مع المؤمنين ) (إنني معكما ) حفظ
الشيخ : المحافظة على اللفظ أولى ولهذا ما قال أثبت الله لنفسه معية لخلقه بل قال أثبت الله لنفسه أنه مع خلقه ، كما جاء في القرآن والسنة ، فمن أدلة الكتاب قوله تعالى (( وهو معكم أينما كنتم )) أينما هذه ظرف مكان يعني في أي مكان كنتم ، وقرنت بما أينما من أجل إفادة العموم ، في أي مكان إذ من الممكن أن يعبر فيقول أين كنتم لكنه قال أينما كنتم كما في قوله تعالى (( أين ما تكونوا يدرككم الموت )) يقول عز وجل (( وهو معكم أينما كنتم )) هو الضمير يعود على من ؟ يعود على الله معكم هذا الخبر ، فأخبر الله عن نفسه أنه مع خلقه وحينئذٍ كيف نفهم هذه الآية ؟ هل نفهم هذه المعية كمعية الإنسان لأخيه بمعنى أنتم الآن معي وأنا معكم ونحن في مكان واحد ؟ لا ما نفهمها ، لماذا ؟ لسببين : أولا أن في الكتاب والسنة ما يمنع ذلك وهو ما أثبته الله لنفسه بأنه فوق عرشه ، فمن كان فوق عرشه لا يمكن أن يكون في الأرض
ثانيا أن معية الخالق للمخلوق ليست كمعية المخلوق للمخلوق نعم، فكما أن بقية صفات الله عز وجل تكون على الوجه اللائق به فهذه الصفة من باب من باب واحد ، فهذه الصفة كبقية الصفات كلها من باب واحد ، ما أضافه الله لنفسه فهو على حسب فهو على ما يليق به سبحانه وتعالى
ثالثا أن نقول حتى بالنسبة للمخلوق مع المخلوق لا تستلزم المعية المشاركة في المكان أبدا ، هل تستلزم المشاركة في المكان ؟ لا ، هذا الضابط يوجه الجند يقول اذهبوا إلى المكان الفلاني وأنا معكم وهو جالس في غرفة القيادة ، أليس كذلك ؟ ويقال مثلا المؤمن مع إخوته المؤمنين وإن كانوا متباعدين في الأقطار ، حتى الصبي كما مثل بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : " الصبي يبكي فيقول له أبوه روح روح المكان الفلاني أنا معك " وهو معه والا في البيت ؟ في البيت ، فإذا تبين هذا فإن المعية هنا معية حقيقية ولا تستلزم المشاركة في المكان ، لا يمكن ، واعلم أن قول الإنسان لا تستلزم في هذا وفي غيره ليست كقوله لا تقتضي أو لا ؟ الفرق بينهما أن الاستلزام معناه أن هذا لازم وأن لا تقتضي معناه أنه ما يمكن أن يكون ذلك ، ففرق بين لا يستلزم وبين لا يقتضي ، لأنك إذا قلت لا يقتضي هذا ممنوع ، لو قلت لك مثلا المعية لا تقتضي المشاركة في المكان صح ؟ لا خطأ ، إذا قلت المعية ما هي معية الله يعني قصدنا أي معية ، المعية لا تقتضي المشاركة في المكان ما تقول ؟ خطأ لأنها قد تقتضيه لأنها قد تقتضيه، لكن لو قلت المعية لا تستلزم المشاركة في المكان ؟ صح لا تستلزمه لكن قد تقتضيه ، فهذا فرق يجب أن نعرفه بين الألفاظ بين الاقتضاء وبين الاستلزام ، نعم
وقال " والله مع المؤمنين والله مع المؤمنين " ، الفرق بين هذه والتي قبلها أن التي قبلها أعم وهذه أخص قال " مع المؤمنين " ، هذه المعية ليست كالأولى الأولى المراد بها معية الإحاطة والعلم والقدرة والسلطان لكن هذه معية تزيد على مقتضى المعية السابقة هذه تقتضي مع الإحاطة النصر والتأييد
وأما المثال الثالث أو الدليل الثالث (( إنني معكما )) هذه أخص من التي قبلها ، المؤلف بدأ بها على الترتيب وهو إنني معكما الخطاب لمن ؟ لموسى وهارون هذه أخص من كونه مع المؤمنين لأنها قيدت بمن ؟ بشخص بشخص يستحق أن يكون الله معه ، وهذه المعية كالمعية التي للمؤمنين تقتضي مع الإحاطة أيش ؟ النصر والتأييد ، ولهذا لما قال موسى عليه الصلاة والسلام عن فرعون (( أخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى )) قال الله تعالى (( لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى )) ولما قال أبو بكر للنبي عليه الصلاة والسلام ( لو نظر أحدهم إلى قدمه لأبصرنا ، قال له النبي عليه الصلاة والسلام : لا تحزن إن الله معنا ) هذه معية أخص من المعية الأولى لأنها خاصة لأونها قيدت بأشخاص ، نعم.
ثانيا أن معية الخالق للمخلوق ليست كمعية المخلوق للمخلوق نعم، فكما أن بقية صفات الله عز وجل تكون على الوجه اللائق به فهذه الصفة من باب من باب واحد ، فهذه الصفة كبقية الصفات كلها من باب واحد ، ما أضافه الله لنفسه فهو على حسب فهو على ما يليق به سبحانه وتعالى
ثالثا أن نقول حتى بالنسبة للمخلوق مع المخلوق لا تستلزم المعية المشاركة في المكان أبدا ، هل تستلزم المشاركة في المكان ؟ لا ، هذا الضابط يوجه الجند يقول اذهبوا إلى المكان الفلاني وأنا معكم وهو جالس في غرفة القيادة ، أليس كذلك ؟ ويقال مثلا المؤمن مع إخوته المؤمنين وإن كانوا متباعدين في الأقطار ، حتى الصبي كما مثل بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : " الصبي يبكي فيقول له أبوه روح روح المكان الفلاني أنا معك " وهو معه والا في البيت ؟ في البيت ، فإذا تبين هذا فإن المعية هنا معية حقيقية ولا تستلزم المشاركة في المكان ، لا يمكن ، واعلم أن قول الإنسان لا تستلزم في هذا وفي غيره ليست كقوله لا تقتضي أو لا ؟ الفرق بينهما أن الاستلزام معناه أن هذا لازم وأن لا تقتضي معناه أنه ما يمكن أن يكون ذلك ، ففرق بين لا يستلزم وبين لا يقتضي ، لأنك إذا قلت لا يقتضي هذا ممنوع ، لو قلت لك مثلا المعية لا تقتضي المشاركة في المكان صح ؟ لا خطأ ، إذا قلت المعية ما هي معية الله يعني قصدنا أي معية ، المعية لا تقتضي المشاركة في المكان ما تقول ؟ خطأ لأنها قد تقتضيه لأنها قد تقتضيه، لكن لو قلت المعية لا تستلزم المشاركة في المكان ؟ صح لا تستلزمه لكن قد تقتضيه ، فهذا فرق يجب أن نعرفه بين الألفاظ بين الاقتضاء وبين الاستلزام ، نعم
وقال " والله مع المؤمنين والله مع المؤمنين " ، الفرق بين هذه والتي قبلها أن التي قبلها أعم وهذه أخص قال " مع المؤمنين " ، هذه المعية ليست كالأولى الأولى المراد بها معية الإحاطة والعلم والقدرة والسلطان لكن هذه معية تزيد على مقتضى المعية السابقة هذه تقتضي مع الإحاطة النصر والتأييد
وأما المثال الثالث أو الدليل الثالث (( إنني معكما )) هذه أخص من التي قبلها ، المؤلف بدأ بها على الترتيب وهو إنني معكما الخطاب لمن ؟ لموسى وهارون هذه أخص من كونه مع المؤمنين لأنها قيدت بمن ؟ بشخص بشخص يستحق أن يكون الله معه ، وهذه المعية كالمعية التي للمؤمنين تقتضي مع الإحاطة أيش ؟ النصر والتأييد ، ولهذا لما قال موسى عليه الصلاة والسلام عن فرعون (( أخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى )) قال الله تعالى (( لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى )) ولما قال أبو بكر للنبي عليه الصلاة والسلام ( لو نظر أحدهم إلى قدمه لأبصرنا ، قال له النبي عليه الصلاة والسلام : لا تحزن إن الله معنا ) هذه معية أخص من المعية الأولى لأنها خاصة لأونها قيدت بأشخاص ، نعم.