شرح قول المصنف: " ...ومن أدلة السنة: قوله صلى الله عليه وسلم " أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت". وقوله صلى الله عليه وسلم لصاحبه أبي بكر وهما في الغار: " لا تحزن إن الله معنا ". حفظ
الشيخ : قال : " ومن أدلة السنة قوله صلى الله عليه وسلم ( أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت ) " هذا الحديث ضعيف من حيث السند لكنه حسنه بعض أهل العلم ، وقال إنه حديث حسن ، أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت لأنك إذا علمت ذلك وأيقنته سوف تكون مراقبا لله عز وجل ، إذا علمت أنك إن كنت في السطح فالله سبحانه وتعالى معك لكن ليس في السطح ، إذا كنت في الحجرة فالله معك لكن ليس في الحجرة هو علي السماء على عرشه فوق سماواته ، فأنت ستراقب الله عز وجل لأن ضد ذلك أن تغفل فلا تشعر بأن الله يراقبك ، وإذا لم تشعر أن الله يراقبك فإنك سوف تنتهك المحرمات وتتهاون بالواجبات تتهاون بالواجبات ،، لكن إذا علمت هذا العلم أوجب لك كمال المراقبة لله سبحانه وتعالى ولهذا ( سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان سأله جبريل قال الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) طيب وإذا عبدته كأني أراه هل هو يراني ؟ أي نعم لكن الرسول عليه الصلاة والسلام بين درجتين للمراقبة الدرجة الأولى أن تعبد الله كأنك تراه ، والدرجة الثانية أن تعبد الله كأنه يراك فالدرجة الأولى درجة طلب وشوق كأنك تراه فتريد الوصول إليه والدرجة الثانية درجة خوف وهرب إن لم تكن تراه فإنه يراك .
قال " وقوله صلى الله عليه وسلم لصاحبه أبي بكر وهما في الغار (( لا تحزن إن الله معنا )) " كلمة لا تحزن هنا هل هي على ظاهرها ؟ والمعروف أن الحزن هو الندم على ما مضى والخوف هو لما يتوقع ، فالحزن فيما مضى والخوف لما يتوقع ، هنا هل المراد بالحزن ظاهره يعني لا تحزن لما مضى أو المراد به الخوف ؟ نعم قال بعض أهل العلم " المراد به الخوف " ، نعم كما قلتم أنتم ، يعني لا تخف علينا لأن الله معنا ، نعم ويمكن أن يراد بالحزن ظاهره والمعنى لا تحزن على ما جرى فإنه لا خوف علينا ، لأن الإنسان قد يحزن على ما حصل ويتمنى أن لم يحصل ، هذا لا شك أنه موافق لظاهر اللفظ لكنه بعيد من حال أبي بكر رضي الله عنه ، أن يكون أبو بكر نادما على ما وقع منهما هذا بعيد والأقرب أن الحزن هنا بمعنى الخوف ، يعني لا تحمل هما للمستقبل لأن الله معنا ، ومن المعلوم أن أبا بكر لم يفهم حين قال له النبي عليه الصلاة والسلام لم يفهم أن الله في نفس الغار أبدا ، ولا يمكن لمن عرف عظمة الله سبحانه وتعالى أن يتوهم بأن الله تعالى مع الخلق في أمكنتهم ، بل هو سبحانه وتعالى فوق عرشه ، لكنه مع ذلك هو معهم لكونه سبحانه وتعالى عالما بهم محيطا بهم سمعا وبصرا وقدرة وتدبيرا وغير ذلك.