شرح قول المصنف: " ....والمعية في اللغة: مطلق المقارنة والمصاحبة لكن مقتضاها ولازمها يختلف باختلاف الإضافة وقرائن السياق والأحوال: فتارة تقتضي اختلاطاً، كما يقال: جعلت الماء مع اللبن. وتارة تقتضي تهديداً وإنذاراً، كما يقول المؤدب للجاني: اذهب فأنا معك. وتارة تقتضي نصراً وتأييداً، كمن يقول لمن يستغيث به: أنا معك، أنا معك حفظ
الشيخ : قال : " والمعية في اللغة مطلق المقارنة والمصاحبة " ، هذا معناه في اللغة الشيء مع الشيء يعني معناه مقارنا له في أمر من الأمور ، مصاحب له في أمر من الأمور " لكن مقتضاها ولازمها يختلف باختلاف الإضافات وقرائن السياق والأحوال " ، وهذا الذي قاله المؤلف هو ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وهو ما تقتضيه اللغة ، " فتارة تقتضي اختلاطا كما يقال جعلت الماء مع اللبن " ، أنت إذا جعلت الماء مع اللبن يختلط والا يبقى اللبن فوق والماء تحت أو الماء تحت، فوق واللبن تحت ؟ لا ، يختلط ، هذا إذن معية اقتضت اختلاطا نعم، " وتارة تقتضي تهديدا وإنذارا كما يقول المؤدب للجاني اذهب فأنا معك اذهب فأنا معك " ، ويش الغرض من هذا ؟ التهديد ، واحد مثلا لو مسك له شخص قاطع طريق في البر قال ليش تقطع الطريق على المسلمين قال أبدا ما قطعت قال قطعت الطريق لكن رح أنا معك ، ويش يكون حال هذا الرجل مذعورا والا مطمئنا ؟ هو قال أنا معك يعني أنا معك ابي أقطع الطريق معك ؟ لا لكن هذا تهديد مثل ما يقول له بالعبارة الثانية رح وأنا وراك نعم يعني معناه إذا فعلت شيء فأنا سوف أنكل بك نعم ، وهل من ذلك قوله تعالى (( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول )) ؟ يمكن يمكن أن نقول هذا ، تهديد من الله عز وجل بأن لا يبيت أحد شيئا لا يرضاه الله سبحانه وتعالى ، قال : " وتارة تقتضي نصرا وتأييدا كمن يقول لمن يستغيث به أنا معك أنا معك " ، صح ؟ أي نعم ، حتى الصبيان الآن إذا تزاعلوا بعضهم مع بعض يجي الصبي للثاني يقول تعال أنت معي والا مع فلان ، نعم والا لا؟ ، هل معناه تروح معي للبيت وتنام معي بالفراش وكل شيء ؟ لا لكن المراد بذلك النصر والتأييد ولهذا تجد كل واحد منهم يسوي دعاية لنفسه أيهم أكثر أتباعا ، أي نعم.