شرح قول المصنف: " ....والتحقيق أنه نوع من المتواطئ، لأن واضع اللغة وضع هذا اللفظ بإزاء القدر المشترك، واختلاف حكمه ومقتضاه إنما هو بحسب الإضافات والقرائن لا بأصل الوضع، لكن لما كانت نوعاً خاصاً من المواطأة فلا بأس بتخصيصها بلفظ حفظ
الشيخ : ولهذا قال المؤلف شيخ الإسلام : " والتحقيق أنه نوع من المتواطئ " ، يعني هذا النوع من الألفاظ يقول شيخ الإسلام التحقيق أنه نوع من المتواطئ ، وإنما قال ذلك رحمه الله لفائدة عظيمة لأننا إذا جعلناه من المشترك احتجنا إلى دليل في تعيين أحد المعنيين ثم يقع الإنسان في حرج لكن إذا قلنا متواطئ ما خرجنا عن أصل المعنى ، لم نخرج عن أصل المعنى ، ولهذا يقول " التحقيق أنه نوع من المتواطئ لأن واضع اللغة وضع هذا اللفظ بإزاء القدر المشترك " ، صح فكلمة مع أصل وضعها في اللغة وضعت بإزاء المعنى المشترك الجامع لكل ما يقتضيه هذا الأصل ، فواضع اللغة عندما قال مع يقصد المصاحبة والمقارنة لكنه يعرف أنها تختلف بحسب الإضافات ، فأصل الوضع أنه متواطئ ولكن مع هذا يقول : " لما كانت نوعا خاصا من المتواطئة فلا بأس بتخصيصها بلفظ " ، ويش هو اللفظ الذي خصصت به ؟ المشكك ، شيخ الإسلام يقول لا مانع من أن نقول بدل ما نقول إن الألفاظ متواطئة ومشتركة فقط لا مانع من أن نقول إن هذه مشككة ، لأنها نوع خاص من المتواطئ ، ولا شك أن ما ذهب إليه شيخ الإسلام أنه هو الحق لأن الألفاظ المشتركة لا تجد معنى جامعا بين معانيها ، العين الباصرة العين المنقودة العين المورودة هل بينها أصل جامع يجمع ؟ أبدا ما فيها إلا اللفظ ، لكن ما هناك رابطة بين العين اللي تبصر والعين اللي تنبع وبين العين التي تنقد ، لكن مع تجد مهما درت في معانيها تجد فيها أصلا جامعا وهو المقارنة والمصاحبة وإن كانت هذه المقارنة والمصاحبة تختلف بحسب المعنى أو بحسب القرائن والسياق ، وعلى هذا فنقول إن الصواب أن المعية هذا اللفظ بقطع النظر عن كونه معية الله من الألفاظ أيش ؟ المتواطئة لكن لما كانت نوعا خاصا من المتواطئ فلا حرج أن نسميها مشككا نظرا إلى أن السامع أو إلى أن المتأمل في معناها يحتار هل هي من الألفاظ المشتركة أو من الألفاظ المتواطئة ، أفهمتم الآن ؟ طيب ، هاه ؟
السائل : عندي سؤال يا شيخ اريد مثال على ...
الشيخ : هي نفس هذه كلمة المعية اللي هي محل البحث هذا المثال ، الآن عندما نقول الماء مع اللبن ونقول فلان أو الأمير مع جنده بينهم فرق والا لا ؟ الأمير مع جنده معلوم ما خالطهم بل هو بائن منهم وقد لا يكون ولا في مكانهم أيضا ، لكن الماء مع اللبن مقتضٍ لماذا ؟ للاختلاط ، هل تقول الآن ان مع من باب المشترك لأنها دلت على معنى يباين المعنى الآخر ؟ طيب هل تقول من المتواطئ ؟ المتواطئ متى ، كلمة إنسان كلمة إنسان هذه متواطئة متواطئة، كلمة إنسان متواطئة لأنها تشمل كل إنسان مع الآخر على حد سواء والا لا ؟ زين إذا كان كذلك فإننا نقول هل تجعل المعية من باب المشترك؟ ، هل تجعلها من باب المتواطئ ؟ ما تجعلها من باب المتواطئ لأن حقيقة الأمر أن معانيها ما اتفقت ، لكن شيخ الإسلام يقول " الصواب انها من المتواطئ لأنها اشتركت في أصل المعنى وهو المقارنة والمصاحبة " ، لكنها اختلفت بحسب الإضافات ، هذا الاختلاف بحسب الإضافات لا يعني الاختلاف في أصل المعنى ، انتبه ، لكن يقول شيخ الإسلام رحمه الله " لما كانت معانيها لما كانت معانيها تختلف بحسب السياقات وقرائن الأحوال فلا مانع من أن نحدث لها اسما جديدا وهو المشكك " ، فما هو الدليل على ذلك من القرآن يا سالم.