شرح قول المصنف: " ...إذا تبين ذلك فقد اتضح أن لفظ المعية المضاف إلى الله مستعمل في حقيقته لا في مجازه، غير أن معية الله لخلقه معية تليق به، فليست كمعية المخلوق للمخلوق بل هي أعلى وأكمل، ولا يلحقها من اللوازم والخصائص ما يلحق معية المخلوق للمخلوق " حفظ
الشيخ : " .. المعية المضافة إلى الله مستعمل في حقيقته لا في مجازه " ، ما دمنا نقول إن المعية في أصل المعنى للمقارنة والمصاحبة لكنها تختلف بحسب الإضافات ، فإنها إذا أضيفت إلى الله تكون حقيقة والا مجازا ؟ تكون حقيقة لكنها ليست كالمضافة إلى الإنسان أو كإضافة معية اللبن للماء وما أشبه ذلك
ولهذا يقول " مستعمل في حقيقته لا في مجازه غير أن معية الله تعالى لخلقه معية تليق به فليست كمعية المخلوق للمخلوق بل هي أعلى وأكمل " نعم، كما نقول في سائر صفاته كما أننا نقول إن سائر الصفات بالنسبة لله حقيقة وإن كانت تماثل أو تشارك المخلوق في اللفظ ، فقدرة الله حق وقدرة المخلوق حق لكن تختلف القدرتان بحسب إضافتهما ، كذلك بالنسبة للمعية نقول معية الله حق ومعية المخلوق حق لكنهما تختلفان بحسب الإضافة ، نحن مثلا عندما نقول إن القمر معنا وهو في السماء ليس كما إذا قلنا إن الله معنا وهو في السماء بينهما فرق عظيم ، " ولا يلحقها - كما قال المؤلف - من اللوازم والخصائص ما يلحق معية المخلوق للمخلوق " ، مثلا إذا قال الأب لابنه اذهب اذهب اشتر لنا حاجة من السوق ، وقال أخاف يعتدون علي الصبيان ، قال أبدا أنا معك رح أنا معك ، هذه معية تقتضي النصر نعم والتأييد ، وربما تقتضي أيضا المراقبة قد يتبعه مثلا وهو لا يشعر به يشوفه لا أحد يخطئ عليه
الطالب : أو مع النافذة
الشيخ : أو مع النافذة ، لكن هل إن مراقبة الإنسان هذا لابنه ونصره إياه وتأييده إياه كمراقبة الله عز وجل لخلقه ؟ أبدا لأن الله عز وجل لا يفوته شيء (( إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء )) لكن هذا الإنسان الذي قال لابنه أنا معك ربما يفوته وربما أيضا لا ينصره ربما يعتدى عليه قبل أن يصل إلى نصرته ، أليس كذلك ؟ لكن الله عز وجل ليس كذلك فتبين بهذا أنه لا يلزم من قولنا إن المعية حقيقة كما قال شيخ الإسلام رحمه الله في كتبه لا يلزم من ذلك أن تكون مماثلة لماذا ؟ لمعية المخلوق للمخلوق كسائر الصفات ، كما نقول لله سمع وللإنسان سمع لكن يختلف وللإنسان قدرة ولله قدرة لكن تختلف ، وقد ذكر رحمه الله ابن القيم، ابن تيمية أمثلة كثيرة في أول التدمرية في أشياء اتفقت في الاسم لكن اختلفت في الحقيقة نعم، فقال إن الله سمى الإنسان سميعا وبصيرا وسمى نفسه سميعا بصيرا وليس السميع كالسميع ولا البصير كالبصير ، وأثبت للإنسان علما وأثبت لله علما وليس العلم كالعلم ، قال تعالى (( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء )) (( ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما )) وقال في علم الإنسان (( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )) ففرق بين هذا وهذا وعلى هذا فقس ، نعم
ولهذا يقول " مستعمل في حقيقته لا في مجازه غير أن معية الله تعالى لخلقه معية تليق به فليست كمعية المخلوق للمخلوق بل هي أعلى وأكمل " نعم، كما نقول في سائر صفاته كما أننا نقول إن سائر الصفات بالنسبة لله حقيقة وإن كانت تماثل أو تشارك المخلوق في اللفظ ، فقدرة الله حق وقدرة المخلوق حق لكن تختلف القدرتان بحسب إضافتهما ، كذلك بالنسبة للمعية نقول معية الله حق ومعية المخلوق حق لكنهما تختلفان بحسب الإضافة ، نحن مثلا عندما نقول إن القمر معنا وهو في السماء ليس كما إذا قلنا إن الله معنا وهو في السماء بينهما فرق عظيم ، " ولا يلحقها - كما قال المؤلف - من اللوازم والخصائص ما يلحق معية المخلوق للمخلوق " ، مثلا إذا قال الأب لابنه اذهب اذهب اشتر لنا حاجة من السوق ، وقال أخاف يعتدون علي الصبيان ، قال أبدا أنا معك رح أنا معك ، هذه معية تقتضي النصر نعم والتأييد ، وربما تقتضي أيضا المراقبة قد يتبعه مثلا وهو لا يشعر به يشوفه لا أحد يخطئ عليه
الطالب : أو مع النافذة
الشيخ : أو مع النافذة ، لكن هل إن مراقبة الإنسان هذا لابنه ونصره إياه وتأييده إياه كمراقبة الله عز وجل لخلقه ؟ أبدا لأن الله عز وجل لا يفوته شيء (( إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء )) لكن هذا الإنسان الذي قال لابنه أنا معك ربما يفوته وربما أيضا لا ينصره ربما يعتدى عليه قبل أن يصل إلى نصرته ، أليس كذلك ؟ لكن الله عز وجل ليس كذلك فتبين بهذا أنه لا يلزم من قولنا إن المعية حقيقة كما قال شيخ الإسلام رحمه الله في كتبه لا يلزم من ذلك أن تكون مماثلة لماذا ؟ لمعية المخلوق للمخلوق كسائر الصفات ، كما نقول لله سمع وللإنسان سمع لكن يختلف وللإنسان قدرة ولله قدرة لكن تختلف ، وقد ذكر رحمه الله ابن القيم، ابن تيمية أمثلة كثيرة في أول التدمرية في أشياء اتفقت في الاسم لكن اختلفت في الحقيقة نعم، فقال إن الله سمى الإنسان سميعا وبصيرا وسمى نفسه سميعا بصيرا وليس السميع كالسميع ولا البصير كالبصير ، وأثبت للإنسان علما وأثبت لله علما وليس العلم كالعلم ، قال تعالى (( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء )) (( ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما )) وقال في علم الإنسان (( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )) ففرق بين هذا وهذا وعلى هذا فقس ، نعم