شرح قول المصنف: " ...إذا تبين ذلك فقد اتضح أن لفظ المعية المضاف إلى الله مستعمل في حقيقته لا في مجازه، غير أن معية الله لخلقه معية تليق به، فليست كمعية المخلوق للمخلوق بل هي أعلى وأكمل، ولا يلحقها من اللوازم والخصائص ما يلحق معية المخلوق للمخلوق " حفظ
السائل : ...
الشيخ : ... بعد ذلك " .. فقد اتضح أن لفظ المعية المضافة إلى الله مستعمل في حقيقته لا في مجازه " ، أي نعم لفظ المعية المضاف إلى الله مستعمل في حقيقته لا في مجازه كما هو القول في سائر صفات الله عز وجل أنها مستعملة في حقيقتها لا في مجازها ، فإن معية الله عز وجل وإن كانت تتفق مع معية المخلوق في أصل المعنى وهو المصاحبة والمقارنة لكنها تختلف عنها في أنها معية تليق بالله عز وجل ، كما نقول في السمع والبصر والقدرة والقوة فالله تعالى موصوف بهذه الصفات تتفق مع صفات المخلوقين في أصل أيش ؟ في أصل المعنى لكن تختلف بحسب الإضافات فإن سمع الله عز وجل ليس لا يشبه سمع المخلوقين ولا بصرهم ولا قوتهم ، ولهذا لما حكى الله عن عاد أنهم قالوا (( من أشد منا قوة )) لم ينكر الله عز وجل أن يكون لهم قوة بل أثبت أن لهم قوة إلا أنه قال إلا أنه قال (( أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة )) فمثلا أنا إذا قلت : أنا معك لشخص من الناس ، فإن هذا ربما يكون المعنى أني معك في مكانك أو أني معك في النصر والتأييد كما يقول الصبيان بعضهم لبعض إذا تزاعل طائفة مع أخرى يقول أحد الصبيان لطرف ثالث أنت مع دولا والا معي ؟ وأيش المراد ؟ بالنصر والتأييد والتثبيت ، ولكن إذا قلنا إن الله مع خلقه هل معناه أنه في مكانهم ؟ لا ، لا يمكن هذا لأننا نقول إن المعية تختلف بحسب أيش ؟ بحسب الإضافات والقرائن فلا يمكن أن تتساوى جميع أفرادها في معانيها ، وعلى هذا فإذا قلنا إن معية الله لخلقه مستعمل في حقيقته لا في مجازه فإننا نسد على أنفسنا أو نسد على أولئك الذين يحتجون علينا لبدعتهم في التأويل لأن الأشاعرة وغيرهم من المعتزلة يقولون أنتم تجعلون المعية مجازا في حق الله عز وجل ، ثم تنكرون علينا أن نجعل اليد مجازا والعين مجازا والوجه مجازا ، نعم وهذا ظلم منكم ان تفعلوا أن تبيحوا لأنفسكم ما تحرمونه علينا ، فنقول لهم نحن لا نقول بذلك بل نقول إن المعية حقيقة في معناها بالإضافة إلى الله عز وجل ، لكنها سالمة مما لا يليق بالله ، كأن يقول قائل إن الله معنا في مكانه في مكاننا فإن هذا لم يقل به إلا الحلولية من الجهمية وغيرهم ونحن لا نقول به ، فإن قال قائل كيف تقول إن الله معنا حقيقة ولا تقول أنه في الأرض ؟ وهل يتصور أن يكون معنا حقيقة وهو في السماء ونحن في الأرض ؟ فالجواب نعم يتصور وسيأتي إن شاء الله ذلك في بيان الجمع بين علو الله تعالى ومعيته ، وانظر الآن يعني قدرة الله عز وجل ما تقاس بقدرات الخلق نحن مثلا جماعة نصلي كل منا يقول الحمد لله رب العالمين ونقولها بكلمة واحدة وفم واحد وإلا ربما أنت في أول الفاتحة وأنا في آخرها والثالث في وسطها أليس كذلك ؟ ومع هذا فكل واحد منا يناجيه الله عز وجل أنت تقول (( الحمد لله رب العالمين )) فيقول الله حمدني عبدي والثاني يقول (( مالك يوم الدين )) فيقول الله له مجدني عبدي والثالث يقول (( اهدنا الصراط المستقيم )) في آن واحد والله يقول هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ، فالله عز وجل لا يمكن أن يكون مثل المخلوق بل هو لا يدرك لا في الذهن ولا في العقل ولا في الحس يعني لا يحاط به ، وأما الإيمان بوجوده فهذا معروف أنه أمر فطري عقلي شرعي ، إذا تبين هذا فإن لفظ المعية المضاف إلى الله تعالى مستعمل في حقيقته لا في مجازه ..
الشيخ : ... بعد ذلك " .. فقد اتضح أن لفظ المعية المضافة إلى الله مستعمل في حقيقته لا في مجازه " ، أي نعم لفظ المعية المضاف إلى الله مستعمل في حقيقته لا في مجازه كما هو القول في سائر صفات الله عز وجل أنها مستعملة في حقيقتها لا في مجازها ، فإن معية الله عز وجل وإن كانت تتفق مع معية المخلوق في أصل المعنى وهو المصاحبة والمقارنة لكنها تختلف عنها في أنها معية تليق بالله عز وجل ، كما نقول في السمع والبصر والقدرة والقوة فالله تعالى موصوف بهذه الصفات تتفق مع صفات المخلوقين في أصل أيش ؟ في أصل المعنى لكن تختلف بحسب الإضافات فإن سمع الله عز وجل ليس لا يشبه سمع المخلوقين ولا بصرهم ولا قوتهم ، ولهذا لما حكى الله عن عاد أنهم قالوا (( من أشد منا قوة )) لم ينكر الله عز وجل أن يكون لهم قوة بل أثبت أن لهم قوة إلا أنه قال إلا أنه قال (( أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة )) فمثلا أنا إذا قلت : أنا معك لشخص من الناس ، فإن هذا ربما يكون المعنى أني معك في مكانك أو أني معك في النصر والتأييد كما يقول الصبيان بعضهم لبعض إذا تزاعل طائفة مع أخرى يقول أحد الصبيان لطرف ثالث أنت مع دولا والا معي ؟ وأيش المراد ؟ بالنصر والتأييد والتثبيت ، ولكن إذا قلنا إن الله مع خلقه هل معناه أنه في مكانهم ؟ لا ، لا يمكن هذا لأننا نقول إن المعية تختلف بحسب أيش ؟ بحسب الإضافات والقرائن فلا يمكن أن تتساوى جميع أفرادها في معانيها ، وعلى هذا فإذا قلنا إن معية الله لخلقه مستعمل في حقيقته لا في مجازه فإننا نسد على أنفسنا أو نسد على أولئك الذين يحتجون علينا لبدعتهم في التأويل لأن الأشاعرة وغيرهم من المعتزلة يقولون أنتم تجعلون المعية مجازا في حق الله عز وجل ، ثم تنكرون علينا أن نجعل اليد مجازا والعين مجازا والوجه مجازا ، نعم وهذا ظلم منكم ان تفعلوا أن تبيحوا لأنفسكم ما تحرمونه علينا ، فنقول لهم نحن لا نقول بذلك بل نقول إن المعية حقيقة في معناها بالإضافة إلى الله عز وجل ، لكنها سالمة مما لا يليق بالله ، كأن يقول قائل إن الله معنا في مكانه في مكاننا فإن هذا لم يقل به إلا الحلولية من الجهمية وغيرهم ونحن لا نقول به ، فإن قال قائل كيف تقول إن الله معنا حقيقة ولا تقول أنه في الأرض ؟ وهل يتصور أن يكون معنا حقيقة وهو في السماء ونحن في الأرض ؟ فالجواب نعم يتصور وسيأتي إن شاء الله ذلك في بيان الجمع بين علو الله تعالى ومعيته ، وانظر الآن يعني قدرة الله عز وجل ما تقاس بقدرات الخلق نحن مثلا جماعة نصلي كل منا يقول الحمد لله رب العالمين ونقولها بكلمة واحدة وفم واحد وإلا ربما أنت في أول الفاتحة وأنا في آخرها والثالث في وسطها أليس كذلك ؟ ومع هذا فكل واحد منا يناجيه الله عز وجل أنت تقول (( الحمد لله رب العالمين )) فيقول الله حمدني عبدي والثاني يقول (( مالك يوم الدين )) فيقول الله له مجدني عبدي والثالث يقول (( اهدنا الصراط المستقيم )) في آن واحد والله يقول هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ، فالله عز وجل لا يمكن أن يكون مثل المخلوق بل هو لا يدرك لا في الذهن ولا في العقل ولا في الحس يعني لا يحاط به ، وأما الإيمان بوجوده فهذا معروف أنه أمر فطري عقلي شرعي ، إذا تبين هذا فإن لفظ المعية المضاف إلى الله تعالى مستعمل في حقيقته لا في مجازه ..