شرح قول المصنف: " هذا وقد فسر بعض السلف معية الله لخلقه: بعلمه بهم، وهذا تفسير للمعية ببعض لوازمها، وغرضهم به الرد على حلولية الجهمية الذين قالوا: إن الله بذاته في كل مكان واستدلوا بنصوص المعية، فبين هؤلاء السلف أنه لا يراد من المعية كون الله معنا بذاته، فإن هذا محال عقلاً، وشرعاً، لأنه ينافي ما وجب من علوه ويقتضي أن تحيط به مخلوقاته وهو محال. حفظ
الشيخ : " هذا وقد فسر بعض السلف معية الله لخلقه بعلمه بهم ، وهذا تفسير للمعية ببعض لوازمها " ، يعني أن بعض سلف الأمة ولا سيما بعد أن ظهر قول الجهمية بأن المراد بالمعية المصاحبة في المكان صاروا يفسرون المعية بالعلم فيقولون وهو معهم أي وهو عالم بهم لا يفسرونها بالمعية الحقيقية وإنما يفسرونها بالعلم ، وهذا هو الذي أوجب لبعض المتأخرين في عصرنا هذا وأظنه قد سبقه من سبقه أيضا بأن يقول كيف تحتجون علينا بتأويلنا وأنتم تؤولون فنقول وهذا تفسير المعية ببعض لوازمها
" وغرضهم بذلك الرد على حلولية الجهمية الذين قالوا إن الله بذاته في كل مكان ، واستدلوا بنصوص المعية فبين هؤلاء السلف أنه لا يراد من المعية كون الله معنا بذاته فإن هذا محال عقلا وشرعا ، لأنه ينافي ما وجب من علوه ويقتضي أن تحيط به مخلوقاته وهو أمر محال " ، ولا شك أن هذا معنى باطل وأن الذي يعتقده في ربه كافر ، لأنه إذا اعتقد أن الله في كل مكان لزم من ذلك إما تعدد ذات الله وإما تجزؤها والا لا ؟ نقول إذا زعمتم أن الله بذاته في كل مكان لزم من ذلك أيش ؟ إما أن الله متعدد وإما أن الله متجزئ ، جزء منه هنا وجزء منه هناك ، وهذا محال ، هذا مع مخالفة هذا القول لما توافرت عليه الأدلة النقلية والعقلية والفطرية من أن الله تعالى فوق عرشه عال على جميع خلقه ، ثم قال المؤلف أقسام ، نعم.