شرح قول المصنف: " وأنه معهم، وكل منهما قطعي الثبوت والدلالة وقد جمع الله بينهما في قوله تعالى: ( هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير ). ففي هذه الآية أثبت الله تعالى: استواءه على العرش الذي هو أعلى المخلوقات وأثبت أنه معنا وليس بينهما تعارض فإن الجمع بينهما ممكن وبيان إمكانه من وجوه: حفظ
الشيخ : نعم يقول " فوق خلقه ، وأنه معهم وأنه معهم " ، جاءت النصوص أنه معهم في عدة آيات كثيرة لا سيما المعية الخاصة فإنها جاءت كثيرة في القرآن ، يقول : " وكل منهما قطعي الثبوت والدلالة " ، قطعي الثبوت لأنه في القرآن والقرآن متواتر ولا أشد من تواتر القرآن ، يقول : والدلالة ، الدلالة لأنها صريحة فيه ، فآيات العلو أو فنصوص العلو صريحة فيه وكذلك نصوص المعية صريحة في المعية ما تحتمل أي احتمال ، " وقد جمع الله بينهما في قوله تعالى (( هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش )) " هذه الأيام الستة هل هي أيامنا هذه أم هي لحظات أم هي سنين عديدة لا تعلم ؟ على أقوال ثلاثة ، والصحيح أنها أيامنا هذه ، فهي بمقدارها وأولها الأحد وآخرها الجمعة ، (( في ستة أيام ثم استوى على العرش )) واستوى بمعنى علا واستقر علوا واستقرارا يليق بجلاله سبحانه وتعالى ، وقد مر علينا في أول البحث أن كلمة استوى ترد في اللغة على أربعة أوجه : مطلقة ومقيدة بإلى وبعلى وبالواو ، نعم قال : (( ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها )) ما يلج في الأرض أي ما يدخل من أيش ؟ الحيوان ؟ نعم الحيوان في جحورها والدواب والنبات وما أشبهها ، وما يخرج منها من ذلك ، الداخل منها يخرج نعم ، وما ينزل من السماء من المطر والرحمة والملائكة والعذاب وغيرها وما يعرج فيها من الأعمال والملائكة ، وهنا قال يعرج فيها ولم يقل إليها لأن المراد يعرج ويدخل فيها فالعروج هنا ضُمن معنى الدخول نعم ، (( وهو معكم أينما كنتم )) يعني علوه عز وجل فوق العرش لا يمنع أن يكون معنا ، فهو معنا أينما كنا أين هذه ظرف مكان يعني في أي مكان كنتم فالله معكم
ولكن كيف نفهم هذه المعية ؟ فهمها أهل الحلول والعياذ بالله على أنه معنا مختلطا بنا ، وقالوا عنه إذا كنا بلغ 42و52 في المسجد فهو في المسجد إذا كنا في السوق في السوق في البيت في البيت في الأماكن الطاهرة في أماكن طاهرة في أماكن قذرة في أماكن قذرة ، فجعلوا الله عز وجل والعياذ بالله جعلوه عضين متفرقا ، ولا ريب أن هذا القول باطل تنكره العقول لأول وهلة وهو يستلزم إما أن يكون الله متعددا أو متجزءا وكلاهما باطل ، ولا أحد عاقل لم تجتله الشياطين يمكن أن يقبل ذلك ، والغريب أن هؤلاء الذين يقولون بذلك لو أن أحدهم سأل ربه لقال يا رب كذا ، يا رب والا لا ؟ والا يارب ..