شرح قول المصنف: "....فصل في الجمع بين نصوص علو الله تعالى: بذاته، ونزوله إلى السماء الدنيا علو الله تعالى: من صفاته الذاتية التي لا يمكن أن ينفك عنها، وهو لا ينافي ما جاءت به النصوص من نزوله إلى السماء الدنيا والجمع بينهما من وجهين: الأول: أن النصوص جمعت بينهما، والنصوص لا تأتي بالمحال كما تقدم. الثاني: أن الله ليس كمثله شيء في جميع صفاته، فليس نزوله كنزول المخلوقين حتى يقال: إنه ينافي علوه ويناقضه والله أعلم " ( معنى الصفة الذاتية ) حفظ
الشيخ : قال : " فصل في الجمع بين نصوص علو الله تعالى بذاته ونزوله إلى السماء الدنيا ، أولا : علو الله بذاته من صفاته الذاتية التي لا يمكن أن ينفك عنها وهو لا ينافي ما جاءت به النصوص من نزوله إلى السماء الدنيا " ، فالعلو صفة ذاتية ، ويش معنى ذاتية ؟ أي أن الله لم يزل ولا يزال متصفا بها ، وهو أمر سمعي عقلي فطري كما سبق ، فإذا ورد ما ظاهره ينافي ذلك فإننا نجمع بينهما فنقول في مسألة النزول : " الأول أن النصوص جمعت بينهما والنصوص لا تأتي بالمحال كما تقدم ، الثاني أن الله ليس كمثله شيء في جميع صفاته فليس نزوله كنزول المخلوقين حتى يقال إنه ينافي علوه ويناقضه " ، وبهذا نسلم من كل هذه الإيرادات ، إذا قلنا إن الله ليس كمثله شيء وأن الله أخبرنا بأنه ينزل وأخبرنا بأنه فوق كل شيء فنثبت أنه فوق كل شيء وأنه ينزل ونقول إن هذا أمر أثبته الله لنفسه ولا يثبت الله لنفسه شيئا محالا أبدا ، ونسلم من كل الإيرادات التي يوردها أهل الشبه علينا .
مما أورد على حديث النزول أن ثلث الليل الآخر يدور على الكرة الأرضية أليس كذلك ؟ ينتقل باللحظة من هذا المكان إلى هذا المكان ، فهل يستلزم أن الله تعالى يكون نازلا دائما ؟ نقول كما قلنا قبل قليل من كان عندهم ثلث الليل فالنزول الإلهي ثابت في حقهم ومن طلع عندهم الفجر فالنزول الإلهي قد انتهى في حقهم وإن كان موجودا عند آخرين ، لأن الله سبحانه وتعالى ما يقاس بالخلق فقد يكون بالنسبة لهذه المنطقة من الأرض نازلا إلى السماء الدنيا لأنها ثلث الليل الآخر وبالنسبة للمنطقة الأخرى غير نازل لأنها ليست الثلث الآخر من الليل ، وكل الأمر ينبني على التسليم التام لما جاء في النصوص ، فأنت إذا سلمت تسليما تاما وآمنت إيمانا كاملا لم ترد عليك هذه الشبهات والله أعلم ، نعم.