شرح قول المصنف: " ومن أدلة السنة قوله صلى الله عليه وسلم: " يد الله ملأى سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه ". حفظ
الشيخ : " ومن أدلة السنة قوله صلى الله عليه وسلم ( يد الله ملأى ) " الله أكبر يد الله ملأى ، معنى ملأى ؟ يعني ممتلئة ( لا تغيضها نفقة ) مثل ما أن علمه عز وجل لا يغيضه شيء كذلك عطاؤه لا يغيضه شيء ، يقول الله عز وجل في الحديث القدسي ( يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي شيئا إلا كما ينقص المخيط إذا غمس في البحر ) الله أكبر ... المحيط الأطلسي أغمس فيه مخيط تبقى السفن طافحة على الأرض لأن المخيط شرب البحر كله والا لا ؟ ويش ينقص البحر ؟ لا شيء وهذا من باب المبالغة في النفي من باب المبالغة في النفي ، يعني أنه لا ينقص ذلك مما عندي شيئا أبدا ، إن كان المخيط إذا غمس في البحر ينقصه فهذا ينقصني ومعلوم أن الجواب بداهة عند كل أحد لا ينقصه .
طيب إذن ( يد الله ملأى لا تغيضها نفقة ) ، ثم ضرب لنا مثلا الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( سحاء ) السحاء كثيرة العطاء التي لا تمسك خلافا لقول اليهود (( يد الله مغلولة )) قاتلهم الله وقول بعضهم (( إن الله فقير ونحن أغنياء )) ، ( سحاء الليلَ والنهار ) أي والله الليل والنهار ، الليل والناس نائمون فيه من مخلوقات الله ما لا يتعيّش إلا في الليل والا لأ ؟ من الذي ينفق عليه ؟ الله عز وجل ، وما أكثر الذي لا يعيش إلا في الليل ولا يدرك نفقته إلا في الليل ، ثم أنت نائم هنا وفي القارة الأخرى الناس يعيشون فيد الله سحاء الليل والنهار ثم قال ( أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض ) أحصوه لي ، شوي والا كثير ؟ ما يحصيه إلا اللي أعطاه سبحانه وتعالى ، ( أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض ) وهذا أمر لا يحصيه إلا الرب عز وجل ( فإنه لم يغض ما في يمينه ) يعني هذا الذي أنفقه ما نقص شيئا مما في يمينه لم يغض ما في يمينه ، فإذن في هذا الحديث إثبات اليدين لله عز وجل ، هاه ؟
الطالب : ...
الشيخ : أي نعم كما قال تعالى (( الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام )) وقال تعالى (( وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي )) فهو لم ينقص ما في يمينه كل هذا الذي أنفقه منذ خلق السماوات والأرض ، ومما قال الرسول إلى يوم القيامة ينقص ؟ ما ينفقه الله عز وجل من قول الرسول إلى يوم القيامة لا يغيض ، لأنه قال بالأول لا يغيضها نفقة إلى يوم القيامة ، والله أعلم.