شرح قول المصنف: " " حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ". ( ومعنى الحديث وقد سئل هل رأيت ربك فقال:" نور أنى آراه ") حفظ
الشيخ : ثم قال دليل ثالث ( حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ) حجابه النور وهو جل وعلا نور ، هو ذاته نور وحجابه النور ، فالحجاب نور على نور ، هذا النور العظيم لو كشفه الله عز وجل لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ، سبحات يعني بهاء الوجه ونوره وعظمته تحرق ما انتهى إليه بصره الشاهد قوله ( بصره من خلقه ) ، طيب وما لم ينته إليه بصره ؟
الطالب : ...
الشيخ : ايشلون
الطالب : ...
الشيخ : أجيبوا ؟ نقول بصره ينتهي إلى كل شيء ، وعلى هذا فالمعنى لأحرقت سبحات وجهه كل شيء ، ولكن من رحمته جل وعلا ومن حكمته أن احتجب عن خلقه بهذه الحجب النورانية حجب عظيمة ولهذا لما قيل للرسول عليه الصلاة والسلام ( هل رأيت ربك ؟ قال نور أنى أراه ) يعني في نور عظيم ما أستطيع أني أراه وقال ( رأيت نورا ) وقد اختلف أهل العلم في معنى الحديث هذا فمنهم من قال " ( رأيت نورا ) يعني رأيت الله لأن الله نور " ، ومنهم من قال " ( رأيت نورا ) يعني رأيت النور الذي احتجب به الله عز وجل " وهذا أقرب ، لأنه سئل هل رأيت ربك فلو كان قد رآه لقال نعم رأيته أما أن يقول رأيت نورا فهذا فيه إخفاء وفيه إلغاز في الجواب والمعروف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أجاب بشيء يجيب بجواب واضح نعم أي نعم.