مناقشة ما سبق الكلام عليه من صفتي اليدين والعينين . حفظ
الشيخ : .. أكثر الجمع والمثنى.
الطالب : ما سمعنا الجواب يا شيخ؟
الشيخ : ايه؟
الطالب : الجواب ما سمعناه.
الشيخ : الجواب يقول إن الجمع في قوله : (( مما عملت أيدينا أنعاما )) للتعظيم، الجمع هنا للتعظيم والمناسبة. أما كونه للتعظيم فلأن الجمع أدل على العظمة مما دونه، وأما كونه للمناسبة فلأننا في قوله : (( أيدينا )) للتعظيم فناسب أن يجمع ما أضيف إليه حتى يكونا متناسبين.
لكنا نقول الآن: لو قال قائل : لماذا لا تؤمنون بأن الله له أيد كثيرة، لأن من آمن بأيد كثيرة يدخل فيه الإيمان بالواحدة والثنتين؟ ما تقولون عن الجواب عن هذا الإيراد؟ نعم؟
الطالب : نقول الصحيح إذا رجح أنه سبحانه وتعالى له يدان فلا نقول له أكثر.
الشيخ : نعم؟
الطالب : نقول الصحيح إذا رجح بأنه سبحانه وتعالى له يدان، فكيف نؤمن بأكثر من ذلك.
الشيخ : كيف نؤمن بأكثر من ذلك؟ لأن الله يقول : (( مما عملت أيدينا أنعاما )).
الطالب : "نا" هذه من باب التعظيم.
الشيخ : آي، نحن قلنا من باب التعظيم من أجل الجمع فقط، يعني: ألجئنا إلى أن نقول بهذا، نعم؟
الطالب : ... .
الشيخ : طيب، ما يخالف، لكن جاء عنه زيادة؟ أنا لو أقول: عندي شاتان، ثم بعد ذلك أقول عندي شياه كثيرة، عندي شياه، ما هو كثيرة.
نقول: يتعين أنهما ثنتان، لأن الله تعالى قال في الرد على اليهود، والمقام مقام تمدح بكثرة العطاء، قال : (( بل يداه مبسوطتان )) ولو كان له أيدي كثيرة لناسب أن يقول: بل أيديه مبسوطة، لأن المقام يقتضي كثرة العطاء والمنح، وهذا يكثر بكثرة ما يكون العطاء به، هذا دليل، هذا من القرآن.
أما من السنة فكثيرة، مثل قوله عليه الصلاة والسلام : ( اخترت يمين ربي )، قول آدم : ( اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة ) وقال : ( إن الله يقبض السماوات بيمينه وبيده الأخرى الأرض ) هذا أو معناه.
فدل ذلك على أن الله ليس له إلا يدان اثنتان فقط. نعم.
كم وجه وردت عليه صفة العين، عبد الرحمن؟
الطالب : ثلاثة.
الشيخ : نعم.
الطالب : المفرد.
الشيخ : نعم.
الطالب : والتثنية والجمع.
الشيخ : والتثنية والجمع، طيب الإفراد؟
الطالب : قوله تعالى : (( لتصنع على عيني )).
الشيخ : والجمع؟
السائل : (( تجري بأعيننا )).
الشيخ : والتثنية؟
الطالب : ورد في الحديث ... .
الشيخ : ( إذا قام أحدكم يصلي فإنه بين عيني الرحمن ). فأثبت هنا عينين اثنتين.
فيفيد هذا الحديث كما ذكرنا في الكتاب أنه ما عزاه ابن القيم لأحد، ولا ندري عن صحته، لكن ما في أحاديث صحيحة تدل على ذلك؟
الطالب : قول النبي صلى الله عليه وسلم في الدجال: ( إنه أعور، وإن الله ليس بأعور ).
الشيخ : نعم.
السائل : ... لا يوصف الإنسان بالعور إلا إذا كان له عينان.
الشيخ : نعم، طيب، صحيح هذا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، لأنه لو كان لله ثلاثة أعين مثلا أو أكثر لقال النبي عليه الصلاة والسلام: إن لربكم ثلاثة أعين فـأكثر.
وبهذا يحصل التمييز، بهذا يحصل التمييز، ويكون أيضا أدل على الكمال لله عز وجل، لأنه ما في شك أنه الثلاث فأكثر في مقام يقتضي أن يكون الكمال بها أفضل من ذكر الثنتين. وعلى هذا فنقول: إن الله عز وجل ليس له إلا عينان اثنتان. ونجمع بين المفرد والجمع كما جمعنا ذلك في اليدين، نعم.