شرح قول المصنف: " وقد دل على هذا القول الكتاب، والسنة. فمن أدلة الكتاب قوله تعالى: " وإن أحدمن المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله " يعني القرآن وقوله:"كتاب أنزلناه إليك ". " نزل به الروح الأمين . على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين " حفظ
الشيخ : قال : " وقد دل على هذا القول الكتاب، والسنة. فمن أدلة الكتاب قوله تعالى : (( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله )) " يعني: ها؟ القرآن، لأنه ليس المعنى حتى يسمع كلام الله من ذات الله، ولكن حتى يسمع كلام الله من طريق كلام الله، وهو القرآن.
قال : " وقولِه أو قولُه : (( كتاب أنزلناه إليك )) " فصرح بأن الله أنزله.
" وقوله : (( نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين )) " فهذا واضح أنه نزل وأنه غير مخلوق.
فإن قلت : لا يلزم من النزول أن يكون غير مخلوق، فهناك أشياء ذكر الله أنه أنزلها وهي مخلوقة، كما في قوله تعالى : (( أنزل من السماء ماء )) ومعلوم أن هذا الماء ها؟ مخلوق، وقال تعالى : (( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد )) ومعلوم أن الحديد مخلوق، وقال تعالى : (( وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج )) ومعلوم أن هذه الثمانية مخلوقة، فلا يلزم من كونه نازلا من الله أن يكون غير مخلوق، لأنا وجدنا أشياء أضيف إنزالها إلى الله عز وجل وهي مخلوقة، فما هو الجواب؟
الجواب : أن يقال إن هذه الأشياء التي أضاف الله إنزالها إليه أعيان قائمة بنفسها أو لا؟ الحديد والماء والأنعام أعيان قائمة بنفسها، فنعلم بأنها مخلوقة، وأما الكلام فإن الكلام لا يقوم بنفسه، بل لا يقوم إلا بمن؟ بالمتكلم به، وإذا كان لا يقوم إلا بالمتكلم به صار من صفاته، وصفات الحالق غير مخلوقة.