شرح قول المصنف: " وقال عمرو بن دينار: أدركت الناس منذ سبعين سنة يقولون: " الله الخالق وما سواه مخلوق، إلا القرآن فإنه كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود" أ هـ. حفظ
الشيخ : " وقال عمرو بن دينار : أدركت الناس منذ سبعين سنة يقولون : الله الخالق، وما سواه مخلوق إلا القرآن فإنه كلام الله غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود ".
فإن قلت : لماذا لا تقول : إن القرآن مخلوق والله عز وجل يقول : (( والله خالق كل شيء )) فهل القرآن شيء، ولا ما هو شيء؟ شيء بلا شك، ويش الي يخرجه عن هذا العموم؟ نقول : الذي يخرجه عن هذا العموم أنه من صفات الله، وصفات الله تعالى غير مخلوقة، ولو أخذنا بهذا العموم لقلنا إن الله خالق نفسه أيضا، لأن الله سمى نفسه شيئا، فقال : (( قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم )).
إذن فالله خالق كل شيء، يعني: ما عدا ذاته وصفاته.
أما ذاته فظاهر، لأنه لا يمكن أن يكون الخالق مخلوقا، أو المخلوق خالقا.
وأما صفاته فلأنها صفة في ذاته، فإذا كانت الذات غير مخلوقة كانت الصفات غير مخلوقة.