شرح قول المصنف: " وأول من تكلم بالتعطيل الجعد بن درهم فقال: إن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، ولم يكلم موسى تكليماً " حفظ
الشيخ : أول من تكلم بالتعطيل الجعد بن درهم. الجعد بن درهم هو من تكلم بالتعطيل فعليه وزر هذه البدعة ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة والعياذ بالله، وما أكثر الذين عملوا بها فما أكثر أوزار هذا الرجل نسأل الله السلامة والعافية نعم؟
قال : " إن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، ولم يكلم موسى تكليما ً".
شف مقالة التعطيل ظهرت في أصلين في الكلام والمحبة، لأن عليهما مدار الشرع كله، فالكلام هو الوحي وهو الشرع، والمحبة عليها أساس العبادة، إذ لا يمكن للإنسان أن يعبد الله إلا وهو يحبه، وعلى هذا أقول : نفى صفتين من صفات الله عز وجل فقط، لكن هاتين الصفتين عليهما مدار الشرع كله، كيف ذلك؟ لأنه إذا نفى أن الله يتكلم نفى الوحي وإذا نفى أن الله يحب ويحب ويش نفى؟ نفى العبادة، لأن العبادة مبنية على المحبة، لولا محبة الله ما عبدناه ولا لا؟ فحينئذ يكون هذا أو يكون هذان الأصلان من أخبث الأصول والعياذ بالله، ومع ذلك هل اقتصر متبعوه على نفي المحبة ونفي الكلام؟ لا، نفوا كثيرا من الصفات، لكن هذا أول ما قال.
طيب قيل له : كيف تقول إن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، وقد قال الله : (( واتخذ الله إبراهيم خليلا )) ؟ أنت الآن مكذب للقرآن؟
قال : لا، حاشا أنا لا أكذب القرآن، ولكني أقول إن المراد بالخلة الفقر، الفقر بمعنى الاختلال، فهو محتاج إلى الله عز وجل، هل هذا صحيح؟ ها؟ صحيح؟ لا، لو كان هذا هو المراد بالخليل لكان الشيطان وإبراهيم، اه؟ سواء، كلهم محتاج إلى الله عز وجل أو كلاهما محتاج إلى الله، ولكان أفسق الناس نعم؟ وإبراهيم على حد سواء، وهذا لا يمكن أن يقوله عاقل .
طيب، قال: الكلام، يقول لم يكلم موسى تكليما، طيب في القرآن (( وكلم الله موسى تكليما )) تنكر؟
قال: لا، ما أنكر، لكن المراد بالتكليم الجرح الجرح، وعندي شاهد من الحديث، ويش الشاهد؟ قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( ما من مكلوم يكلم في سبيل الله ) ويش معنى مكلوم يكلم؟ يعني مجروج يجرح، فمعنى كلم الله موسى يعني جرّحه، طيب ويش معنى جرحه؟ موسى صار كله دماء؟ قال : لا، جرّحه بمخالب الحكمة، نعم؟ جرّحه بمخالب الحكمة، شو الكلام هذا معقول؟ هذا على سبيل التخييل كما قال الشاعر:
" وإذا المنية أنشبت أظفارها *** ألفيت كل تميمة لا تنفع " . لكن وش معنى جرحه بمخالب الحكمة، والله عز وجل يقول : (( وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا ))؟ لكن الضلال هو الضلال والعياذ بالله ما ينفع (( ما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون )) على هذا يكون أصل هذه المقالة مأخوذة من رجل يقال له الجعد بن درهم وسيأتي إن شاء الله بيان حالة هذا الرجل.