شرح قول المصنف: " فقتله خالد بن عبد الله القسري الذي كان والياً على العراق لهشام بن عبد الملك، خرج به إلى مصلى العيد بوثاقه ثم خطب الناس وقال: أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضحٍ بالجعد بن درهم إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، ولم يكلم موسى تكليماً ثم نزل وذبحه وذلك في عيد الأضحى سنة 119 هـ. وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله في النونية ولأجل ذا ضحى بجعد خالد الـ ـقسري يوم ذبائح القربان إذ قال: إبراهيم ليس خليله كلا ولا موسى الكليم الداني شكر الضحية كل صاحب سنة لله درك من أخي قربان حفظ
الشيخ : يقول : " فقتله خالد بن عبد الله القسري الذي كان والياً على العراق لهشام بن عبد الملك، خرج به إلى مصلى العيد بوثاقه ". وكان ذلك يوم عيد الأضحى، خرج به موثقا بالحديد، ثم خطب الناس، وقال : " أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضحٍ بالجعد بن درهم " نعم؟ جزاه الله خيرا، نعم، الناس يضحون بالغنم بالشاة والبعير والبقر، وهذا ضحى بأخبث منها، شر منها، فإنه شر من الإبل والبقر والغنم والحمير والكلاب والخنازير، لأن الله يقول : (( إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية )) (( إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا )). وإني أسألكم الآن: البعير عن سبع، والبقرة عن سبع، وهذا الرجل عن كم؟ لا، عن آلاف الآلاف، عن كثير، يعني وقى الله به شرا كثيرا، نعم، لكن بعض الناس والعياذ بالله يقولون : إن هذا العمل من خالد القسري ما هو ديني، ولكنه سياسي سياسي.
ونقول لهم: هذا كذب، لأن الرجل صرح أمام الناس أنه قتله من أجل هذه البدعة قال : " لأنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ولم يكلم موسى تكليماً ". ثم نزل وذبحه، وذلك في عيد الأضحى سنة 119 هـ.
وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله في النونية :
" ولأجل ذا "
عندكم: لأجل؟
الطالب : نعم.
الشيخ : لا، ولأجل ذا.
" ولأجل ذا ضحى بجعد خالد الـ *** ـقسري يوم ذبائح القربان ".
القسري، ها؟
" ولأجل ذا ضحى بجعد خالد الـ *** ـقسري يوم ذبائح القربان ". ها؟ القربان القربان.
" إذ قال إبراهيم ليس خليله *** كلا ولا موسى الكليم الداني ".
يقول ابن القيم :
" شكر الضحية كل صاحب سنة *** لله درك من أخي قربان ". من يعني؟ خالد بن عبد الله. لله درك من أخي قربان أي: من صاحب قربان، فإن ذبح هذا تقربا إلى الله أعظم من ذبح الشاة والبعير تقربا إلى الله عز وجل لما في ذلك من النكال بأصحاب البدع وإتلافهم.