شرح قول المصنف: " ثم اختلفوا فيما لا يقتضي العقل إثباته، أو نفيه، فأكثرهم نفوه وخرجوا ما جاء منه على المجاز، وبعضهم توقف فيه وفوض علمه إلى الله مع نفي دلالته على شيء من الصفات. حفظ
الشيخ : نرجع إلى موضوع الدرس.
الآن هؤلاء الجماعة اتفقوا على مسألتين، كل النفاة: على أن ما أثبته العقل وجب إثباته، وما نفاه وجب نفيه.
ثم اختلفوا فيما لا يقتضي العقل إثباته، أو نفيه : فأكثرهم ايش؟ نفاه.
وماذا يخرج ماجاء في الكتاب والسنة؟ يخرجه على المجاز. وبعضهم توقف فيه وفوض علمه إلى الله، قال: الله أعلم، لكن شوف التناقض، مع نفي دلالته على شيء من الصفات، يقول : أنا أقول الله أعلم، لكن لا يدل على صفة من الصفات. ويش تقولون في هذا الكلام؟ هذا تناقض، كيف تفوض العلم إلى الله، ثم تقول لا يدل على شيء؟ إذن ما فوضت، بل حكمت بماذا؟ بأنه لا يدل بالنفي، وهذا أيضا من التناقض عند هؤلاء الطائفة الواقفة، عندها هذا التناقض الذي أشار إليه المؤلف. والله أعلم.
.. أن ما أثبته العقل أثبتوه بقطع النظر عن كونه موجودا في الكتاب والسنة وما نفاه ها؟ نفوه، سواء كان موجودا في الكتاب والسنة أم لا. وما لم يقتض العقل إثباته ولا نفيه فأكثرهم نفاه، وبعضهم توقف فيه، وقال: لا أثبته، لأن العقل لا يثبته، ولا أنفيه لأن العقل لا ينفيه.
وتقدم أن هذه الطريقة طريقة فاسدة، وأننا لو أخذنا بها لكانت صفات الله سبحانه وتعالى موكولة إلى من ؟ إلى عقول البشر، وعقول البشر لا شك أنها مختلفة اختلافا كثيرا، حتى إن الواحد من هؤلاء المتكلمين يثبت في بعض كتبه ما كان ينفيه في الكتب الأخرى، ويثبت لله ما كان يقول فيما سبق إنه مستحيل عليه، ويحيل على الله ما كان يقول من قبل إنه واجب له.
فهذه طريقة باطلة.
يقول شيخ الإسلام : " إن هؤلاء في طريقتهم ". يقول : " إنهم ".