شرح قول المصنف: " وهم يزعمون أنهم وفقوا بهذه الطريقة بين الأدلة العقلية والنقلية، ولكنهم كذبوا في ذلك لأن الأدلة العقلية والنقلية متفقة على إثبات صفات الكمال لله، وكل ما جاء في الكتاب والسنة من صفات الله فإنه لا يخالف العقل، وإن كان العقل يعجز عن إدراك التفصيل في ذلك. حفظ
الشيخ : " هم يزعمون أنهم وفقوا بهذه الطريقة بين الأدلة العقلية والنقلية، ولكنهم كذبوا في ذلك، لأن الأدلة العقلية والنقلية متفقة على إثبات صفات الكمال لله تعالى، وكل ما جاء " هذا مهمة القاعدة الأخيرة، " وكل ما جاء في الكتاب والسنة من صفات الله فإنه لا يخالف العقل، وإن كان العقل يعجز عن إدراك التفصيل في ذلك ".
كل ما جاء في الكتاب والسنة من صفات الله فإنه لا يخالف العقل، لكن هل العقل يثبت ذلك؟ قد يعجز عن إدراكه، فإدراك التفصيل في صفات الله تعجز عنه العقول.
ولهذا لو سألك سائل : هل العقل يدرك أو يثبت استواء الله على العرش؟
فالجواب : لا، لولا السمع ما علمنا بذلك، لكن العقل يدرك أن الله تعالى عال على خلقه، لأن العلو من صفات الكمال والعقل يدرك أن الله تعالى متصف بصفات الكمال.
لو قال لك قائل : هل العقل يثبت أن لله قوة؟ تقول : نعم، لأن هذا من الكمال، فهو يدرك أن لله تعالى قوة لا تشبهها قوة.
هل يدرك أن لله وجها؟ اه؟ لا، لولا الشرع ما علمنا بذلك، ولهذا لا نثبت أن لله أذنا، وذلك لأن الشرع لم يرد به، والعقل لا يمكن أن يثبت لله عز وجل من الصفات ما لم يثبته الله لنفسه.
فالحاصل: أن العقل لا يخالف ما جاء به الشرع من صفات الله وإن كان بعض التفاصيل لا يدركها، لكن إذا جاء به الشرع قبلها العقل ولا لا؟ يقبلها.