شرح قول المصنف: " وقد شابه هؤلاء النفاة في طريقتهم طريقة من قال الله فيهم: ( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً . وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً . فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحساناً وتوفيقاً ) حفظ
الشيخ : يقول : " وقد شابه هؤلاء النفاة في طريقتهم طريقة من قال الله فيهم : (( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك )) " ويش حالهم؟ " (( يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به )) ". الاستفهام هنا للتعجب، يعني: ألا تتعجب من حال هؤلاء (( الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك )) ومع ذلك (( يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به )).
هؤلاء الذي يقولون نحن نؤمن بالله، ونؤمن بما أنزل الله من الكتب السابقة، لكنهم يقولون : نريد أن نتحاكم إلى غير شرع الله، والطاغوت هنا كل ما خالف شرع الله فهو طاغوت، لأنه من الطغيان وهو مجاوزة الحد. نعم.
ومجاوزة الحد أن تتحاكم إلى غير شريعة الله.
وموافقة الحد أن تتحاكم إلى شريعة الله.
فتعجب من هؤلاء الذين يزعمون، وكلمة يزعمون تدل على أنهم غير صادقين أو لا؟ لأن الزعم دعوى، يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت، وهو كل ما خالف شريعة الله، ومع ذلك قد أمروا أن يكفروا به، ما سكت عن هذا، ما قيل آمنوا بالله ورسوله وسكت، بل قال : آمنوا بالله واكفروا بالطاغوت ولهذا قال الله تعالى : (( ومن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى )) ومع هذا يقولون : إننا نحن نؤمن. قال الله تعالى : (( ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً )) والشيطان قد نفذ إرادته فيهم، لأنه أمرهم فائتمروا.
قال الله تعالى : (( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً )) (( إذا قيل لهم )) يعني: قال لهم الناس (( تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول )) ودعوا الحكم بالطاغوت أو التحاكم إليه (( رأيت المنافقين )) وهنا: إظهار في موضع الإضمار، إذ مقتضى السياق أن يقول : وإذ قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيتهم يصدون، لكن قال: (( رأيت المنافقين يصدون )) ليحكم على هؤلاء بماذا؟ بالنفاق، وليتبين أن هذا وصف كل منافق، وإن لم يكن من هؤلاء المعينين، فكل منافق في قرارة نفسه لا يريد أن يتحاكم إلى الله ورسوله، وإن كان يقول إنه مؤمن بالله ورسوله، وإنما يريد أن يكون التحاكم إلى الطاغوت.
(( رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا )) يصدون هذه لازم ولا متعدي؟ اه؟ لازم، ما الدليل؟ اه؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا، يمكن يصدون عن سبيل الله، هذا متعد،
الطالب : ... .
الشيخ : لأن المصدر صدودا إنما هو للفعل اللازم، نعم. صدّ يصدّ صدودا كقعد يقعد قعودا، ولو كان المراد يصدون عنك يعني يصدون الناس عنك، لقال : يصدون عنك صدا، كيردون ردا.
فكلمة صدود تدل على أن المراد بقوله (( يصدون )) أي بأنفسهم، هم إذا قيل تعالوا أعرضوا وصدوا ولم يقبلوا، خلاف المؤمنين، المؤمنين إذا ذكروا بآيات ربهم (( لم يخروا عليها صما وعميانا )) بل يأتون إليها مقبلين بآذان سامعة وأعين باصرة نعم.
يقول : (( رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا )) أتى بصدود لفائدتين :
أولا : تأكيد الصدّ، يعني صدودا حقيقيا، مثل (( وكلم الله موسى تكليما )) فالمصدر مؤكد.
الفائدة الثانية : إفادة أن هذا الصدود صدود عظيم، لتنكيره، يعني: يصدون عنك صدودا بالغا لا يرجى فيه إقبال بعد. (( فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم )) وذلك بأن يعثر على نفاقهم، فإذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم وعثر على نفاقهم يقول الله عز وجل : (( ثم جاؤوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحساناً وتوفيقاً )).
إذا عثر عليهم جاؤوا يركضون، والله ما أردنا إلا الإحسان والتوفيق، إحسان بايش؟ إحسان لأجل أن لا نقتل، وتوفيقا لأجل يمشون مع الكفار ويمشون مع المسلمين، نوفق بين الرأيين نجمع. وهذا والعياذ بالله من النفاق من أعظم المداهنة إنهم يقولون : نريد نفوق بين هؤلاء وهؤلاء (( إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم )).نشوف المطابقة في المشابهة بين هؤلاء النفاة وبين هؤلاء المنافقين.
هؤلاء الذي يقولون نحن نؤمن بالله، ونؤمن بما أنزل الله من الكتب السابقة، لكنهم يقولون : نريد أن نتحاكم إلى غير شرع الله، والطاغوت هنا كل ما خالف شرع الله فهو طاغوت، لأنه من الطغيان وهو مجاوزة الحد. نعم.
ومجاوزة الحد أن تتحاكم إلى غير شريعة الله.
وموافقة الحد أن تتحاكم إلى شريعة الله.
فتعجب من هؤلاء الذين يزعمون، وكلمة يزعمون تدل على أنهم غير صادقين أو لا؟ لأن الزعم دعوى، يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت، وهو كل ما خالف شريعة الله، ومع ذلك قد أمروا أن يكفروا به، ما سكت عن هذا، ما قيل آمنوا بالله ورسوله وسكت، بل قال : آمنوا بالله واكفروا بالطاغوت ولهذا قال الله تعالى : (( ومن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى )) ومع هذا يقولون : إننا نحن نؤمن. قال الله تعالى : (( ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً )) والشيطان قد نفذ إرادته فيهم، لأنه أمرهم فائتمروا.
قال الله تعالى : (( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً )) (( إذا قيل لهم )) يعني: قال لهم الناس (( تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول )) ودعوا الحكم بالطاغوت أو التحاكم إليه (( رأيت المنافقين )) وهنا: إظهار في موضع الإضمار، إذ مقتضى السياق أن يقول : وإذ قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيتهم يصدون، لكن قال: (( رأيت المنافقين يصدون )) ليحكم على هؤلاء بماذا؟ بالنفاق، وليتبين أن هذا وصف كل منافق، وإن لم يكن من هؤلاء المعينين، فكل منافق في قرارة نفسه لا يريد أن يتحاكم إلى الله ورسوله، وإن كان يقول إنه مؤمن بالله ورسوله، وإنما يريد أن يكون التحاكم إلى الطاغوت.
(( رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا )) يصدون هذه لازم ولا متعدي؟ اه؟ لازم، ما الدليل؟ اه؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا، يمكن يصدون عن سبيل الله، هذا متعد،
الطالب : ... .
الشيخ : لأن المصدر صدودا إنما هو للفعل اللازم، نعم. صدّ يصدّ صدودا كقعد يقعد قعودا، ولو كان المراد يصدون عنك يعني يصدون الناس عنك، لقال : يصدون عنك صدا، كيردون ردا.
فكلمة صدود تدل على أن المراد بقوله (( يصدون )) أي بأنفسهم، هم إذا قيل تعالوا أعرضوا وصدوا ولم يقبلوا، خلاف المؤمنين، المؤمنين إذا ذكروا بآيات ربهم (( لم يخروا عليها صما وعميانا )) بل يأتون إليها مقبلين بآذان سامعة وأعين باصرة نعم.
يقول : (( رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا )) أتى بصدود لفائدتين :
أولا : تأكيد الصدّ، يعني صدودا حقيقيا، مثل (( وكلم الله موسى تكليما )) فالمصدر مؤكد.
الفائدة الثانية : إفادة أن هذا الصدود صدود عظيم، لتنكيره، يعني: يصدون عنك صدودا بالغا لا يرجى فيه إقبال بعد. (( فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم )) وذلك بأن يعثر على نفاقهم، فإذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم وعثر على نفاقهم يقول الله عز وجل : (( ثم جاؤوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحساناً وتوفيقاً )).
إذا عثر عليهم جاؤوا يركضون، والله ما أردنا إلا الإحسان والتوفيق، إحسان بايش؟ إحسان لأجل أن لا نقتل، وتوفيقا لأجل يمشون مع الكفار ويمشون مع المسلمين، نوفق بين الرأيين نجمع. وهذا والعياذ بالله من النفاق من أعظم المداهنة إنهم يقولون : نريد نفوق بين هؤلاء وهؤلاء (( إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم )).نشوف المطابقة في المشابهة بين هؤلاء النفاة وبين هؤلاء المنافقين.