شرح قول المصنف: " ووجه مشابهتهم لهم من وجوه: الأول: أن كل واحد من الفريقين يزعم أنه مؤمن بما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم مع أنهم لا يقبلون كل ما جاء به ". حفظ
الشيخ : وجه المشابهة من وجوه :
أولا : " أن كل واحد من الفريقين " والمراد بالفريقين من؟ النفاة والمنافقون، النفاة الذين نفوا ما أخبر الله به عن نفسه وما أخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، والمنافقون في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، كل منهم يزعم أنه مؤمن بما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم مع أنهم لا يقبلون كل ما جاء به. وهذا وجه واضح؟ وجه واضح، هؤلاء النفاة يقولون آمنا بالله وآمنا بكتاب الله وآمنا برسول الله وآمنا بسنة رسول الله، ومع ذلك إذا جاءهم شيء من آيات الصفات ها؟ يقبلونه ولا ما يقبلونه؟ ما يقبلون، قال: استوى على العرش، قال ما يستوي على العرش، كيف استوى على العرش، أجل الله جسم؟ مثل الإنسان يروح يجلس على الكرسي، هذا شيء حرام، حرام عليك، أنت مجسم أنت كافر نعم. هكذا يقولون. يقولون صراحة: أي إنسان يثبت أن الله استوى حقيقة على العرش، يقولون أنت مجسم وأنت كافر، لأنك اعتقدت أن الله جسم، هل هذا قبل ما جاء به القرآن؟ أبد، والله ما قبل.
الله عز وجل أضاف الاستواء إلى نفسه المقدسة (( الرحمن على العرش استوى )) كيف تقول أنت ما استوى؟
قال: (( لما خلقت بيدي )) قال: ما نقبل أن الله له يدان، أعوذ بالله، الله له يدان؟ هذا حرام تجسيم كفر وضلال.
قال وش تقول باليدين؟ قال: أقول باليدين القدرتين، نعم، لما خلقت بقدرتي، وايش قدرتي الله؟ قال لما خلقت، ما تقبل قدرتين؟ قلنا ما نقبل، قال: لما خلقت بنعمتي، واليد تطلق بمعنى النعمة، ويش النعمتين؟ اه؟ الله ما له إلا نعمتين؟ (( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )) نعم؟ كيف ما في إلا نعمتين؟ وما هو النعمتين الي خلق الله بهما آدم؟
وهكذا ما جاء في الصفات ( ينزل إلى السماء الدنيا ) ثم يلم رأسه أعوذ بالله ينزل الله إلى السماء الدنيا، هذا الكفر بعينه ويش الي ينزل؟ قال: الي ينزل أمره أمره، ينزل أمره إلى السماء الدنيا.
طيب، وبس والأمر ما يصل إلى الأرض والله يقول : (( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ))؟ قال : ما تقبل الأمر؟ ما نقبل الأمر.
ينزل الرحمة، تنزل رحمته إلى السماء الدنيا، طيب، ورحمة الأرض ما تنزل؟ (( فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها ))، وما فائدتنا في رحمة تنزل إلى السماء الدنيا ولا تصلنا؟ نعم؟ قال ما تقبل؟ قلنا : مانقبل.
قال: ينزل ملك من ملائكته نعم؟ طيب، والملائكة ما تصل إلى الأرض؟ والرسول يخبر بأنه يتعاقب فينا ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، قال: ما نقبل، ما نقبل إن الله ينزل بنفسه، وهل الملائكة يمكن تقول من يدعوني فأستجيب له؟ يمكن تقول هذا؟ لأن الذي ينزل، يقول ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا فيقول : من يدعوني ) هل يمكن أن تقول الملائكة من يدعوني؟ لو تقول الملائكة من يدعوني فأستجيب له كفرت ولا لا؟ لأنها ادعت لنفسها الربوبية.
الرحمة يمكن تقول: من يدعوني فأستجيب له؟ أجيبوا؟ ما يمكن. لكن مع ذلك يقول: نحن نؤمن بما جاء عن الله ورسوله، ثم يأتون بمثل هذه الأمور العظيمة التي تنبني العقيدة عليها ثم ينكرونها، إما متأولين إذا لم يستطيعوا رد النص وإما مكذبين للنص. أي نعم. فهم يشبهون هؤلاء المنافقين.