شرح قول المصنف: " الرابع: أن هؤلاء النفاة زعموا أنهم أرادوا بطريقتهم هذه عملاً حسناً وتوفيقاً بين العقل والسمع، كما أن أولئك المنافقين يحلفون أنهم ما أرادوا إلا إحساناً وتوفيقاً. وكل مبطل يتستر في باطله ويتظاهر بالحق فإنه يأتي بالدعاوى الباطلة التي يروج بها باطله، ولكن من وهبه الله علماً، وفهماً، وحكمة، وحسن قصد فإنه لا يلتبس عليه الباطل ولا تروج عليه الدعاوى الكاذبة. والله المستعان. حفظ
الشيخ : " الوجه الرابع : أن هؤلاء النفاة زعموا أنهم أرادوا بطريقتهم هذه عملاً حسناً وتوفيقاً بين العقل والسمع كما أن أولئك المنافقين يحلفون أنهم ما أرادوا إلا إحساناً وتوفيقاً ". هذه أيضا مشابهة واضحة.
المتكلمون من المعتزلة والجهمية والأشاعرة ونحوهم، يقولون : نحن سلكنا هذه الطريقة للجمع بين العقل والسمع، فنحن نقول : في يدي الله، المراد بهما النعمة ليش؟ قال : لأن العقل ينكر أن تكون له يدان حسيتان حقيقيتان، ينكر هذا. والسمع قد جاء بهذا فيما ظاهره أنهما يدان حقيقيتان حسيتان، فيجب أن نوفق بين العقل وبين السمع، ونقول : المراد باليدين اه؟ ايش؟ النعمتان.
هؤلاء الذين قالوا المراد كذا، هل آمنوا بالسمع؟ أبدا كيف يقول نحن نوفق بين السمع والعقل؟
إذا أردتم أن توفقوا بين السمع والعقل فاقبلوا ما جاء به السمع حتى تكونوا عقلاء، لأن العاقل هو الذي يقول فيما لا يمكنه إدراكه بما جاء به الكتاب والسنة على ظاهره، ما في قياس، ولا فيه تأويل ولا شيء. أمور غيبية ما يمكن للعقل إدراكها يجب أن تقبلها على ما جاءت به.
هذه ما هي من الأمور الاجتهادية التي للرأي فيها مجال، هذه أمور غيبية يقتصر فيها على ما جاء به الشرع نعم.
يقول المؤلف هذا مني أنا : " وكل مبطل يتستر في باطله، ويتظاهر بالحق، فإنه يأتي بالدعاوى الباطلة التي يروج بها باطله ".
نعم، كل إنسان يتستر ويتظاهر بأنه محق فإنه يأتي بالدعاوي الباطلة، مثل أن يقول : هذا قول المحققين، هذا ما أجمع عليه الناس، هذا ما دل عليه العقل، هذا ما يقتضيه الكمال، وما أشبه ذلك.
ولهذا لما ذكر المبتدعة أن هذا هو إجماع أهل الحق نقل للإمام أحمد هذا قال : " وما يدريه، من ادعى الإجماع فهو كاذب، وما يدريه لعلهم اختلفوا "، وبين رحمه الله أن مثل هذه الدعاوي كلها يقولها من كان على باطل، يقول هذا قول المحققين هذا هو الصواب هذا هو الحق إلى آخره.
وكل يستطيع أن يدعي هذه الدعوى ولا لا ؟ كل يستطيع. ((وإذا قيل لهم )) المنافقون (( إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض )) ويش يقولون ؟ (( إنما نحن مصلحون )).
سبحان الله! كل إنسان يدعي أنه على إصلاح، حتى الشيوعية الملحدة الكافرة ويش تدعي أنها بسلوكها هذا المسلك؟ تدعي الإصلاح، وأن هذا هو الإصلاح في الأرض، وأن طريقة ماركس ولينين هي الإصلاح، أما ما جاءت به الرسل فهذا خرافة وليس فيه إصلاح وما هي إلا عقول بالية أكل عليها الدهر وشرب ونفذت.
فالحاصل أن هذه الوجوه الأربعة التي اشترك فيها أولئك القوم الذين حكى الله عنهم مع هؤلاء النفاة.
وأما طريقة أهل السنة والجماعة والحمد لله فإنها سليمة تتمشى على ما جاء به الكتاب والسنة، والله أعلم.
المتكلمون من المعتزلة والجهمية والأشاعرة ونحوهم، يقولون : نحن سلكنا هذه الطريقة للجمع بين العقل والسمع، فنحن نقول : في يدي الله، المراد بهما النعمة ليش؟ قال : لأن العقل ينكر أن تكون له يدان حسيتان حقيقيتان، ينكر هذا. والسمع قد جاء بهذا فيما ظاهره أنهما يدان حقيقيتان حسيتان، فيجب أن نوفق بين العقل وبين السمع، ونقول : المراد باليدين اه؟ ايش؟ النعمتان.
هؤلاء الذين قالوا المراد كذا، هل آمنوا بالسمع؟ أبدا كيف يقول نحن نوفق بين السمع والعقل؟
إذا أردتم أن توفقوا بين السمع والعقل فاقبلوا ما جاء به السمع حتى تكونوا عقلاء، لأن العاقل هو الذي يقول فيما لا يمكنه إدراكه بما جاء به الكتاب والسنة على ظاهره، ما في قياس، ولا فيه تأويل ولا شيء. أمور غيبية ما يمكن للعقل إدراكها يجب أن تقبلها على ما جاءت به.
هذه ما هي من الأمور الاجتهادية التي للرأي فيها مجال، هذه أمور غيبية يقتصر فيها على ما جاء به الشرع نعم.
يقول المؤلف هذا مني أنا : " وكل مبطل يتستر في باطله، ويتظاهر بالحق، فإنه يأتي بالدعاوى الباطلة التي يروج بها باطله ".
نعم، كل إنسان يتستر ويتظاهر بأنه محق فإنه يأتي بالدعاوي الباطلة، مثل أن يقول : هذا قول المحققين، هذا ما أجمع عليه الناس، هذا ما دل عليه العقل، هذا ما يقتضيه الكمال، وما أشبه ذلك.
ولهذا لما ذكر المبتدعة أن هذا هو إجماع أهل الحق نقل للإمام أحمد هذا قال : " وما يدريه، من ادعى الإجماع فهو كاذب، وما يدريه لعلهم اختلفوا "، وبين رحمه الله أن مثل هذه الدعاوي كلها يقولها من كان على باطل، يقول هذا قول المحققين هذا هو الصواب هذا هو الحق إلى آخره.
وكل يستطيع أن يدعي هذه الدعوى ولا لا ؟ كل يستطيع. ((وإذا قيل لهم )) المنافقون (( إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض )) ويش يقولون ؟ (( إنما نحن مصلحون )).
سبحان الله! كل إنسان يدعي أنه على إصلاح، حتى الشيوعية الملحدة الكافرة ويش تدعي أنها بسلوكها هذا المسلك؟ تدعي الإصلاح، وأن هذا هو الإصلاح في الأرض، وأن طريقة ماركس ولينين هي الإصلاح، أما ما جاءت به الرسل فهذا خرافة وليس فيه إصلاح وما هي إلا عقول بالية أكل عليها الدهر وشرب ونفذت.
فالحاصل أن هذه الوجوه الأربعة التي اشترك فيها أولئك القوم الذين حكى الله عنهم مع هؤلاء النفاة.
وأما طريقة أهل السنة والجماعة والحمد لله فإنها سليمة تتمشى على ما جاء به الكتاب والسنة، والله أعلم.