شرح قول المصنف: " ثانياً: أن الكتاب والسنة لم يبينا الحق، لأن الحق عند هؤلاء هو نفي الصفات، وليس في الكتاب ولا في السنة ما يدل على نفي صفات الكمال عن الله لا نصاً ولا ظاهراً. وغاية المتحذلق من هؤلاء أن يستنتج ذلك .من مثل قوله تعالى: (هل تعلم له سمياً ).( و لم يكن له كفواً أحد ) حفظ
الشيخ : " الثاني : أن الكتاب والسنة لم يبينا الحق، لأن الحق عند هؤلاء هو نفي الصفات، وليس في الكتاب ولا في السنة ما يدل على نفي صفات الكمال عن الله تعالى لا نصا ولا ظاهرا ".
هم يقولون مثلا : إن الحق أن الله ليس له رحمة، الحق أن الله لا يغضب، الحق أن الله لا يرضى، الحق أن الله لا يسخط.
هل في القرآن والسنة إن الله لا رحمة له، أو بالعكس؟ ما يخالف، نقول: أنتم الآن تعتقدون إن نفي الرحمة عن الله هو الحق، ونفي الغضب عنه هو الحق، ونفي الرضا عنه هو الحق، ونفي السخط عنه هو الحق، ونفي اليد الحقيقية عنه هو الحق. هذا ما يعتقدون، هل في القرآن والسنة أن الله سبحانه وتعالى لا يرحم؟ يعني: نفى عن نفسه الرحمة؟ ولا الغضب، ولا السخط، ولا الكراهة، ولا البغض، بل إن الكتاب والسنة دلا على ايش؟ إثبات ذلك.
فنقول: هذا الذي زعمتم أنه حق وهو نفي الصفات أرونا في كتاب الله ما يدل على ذلك؟
الوجه الثالث.
" وغاية المتحذلق " إذا طالبناهم قلنا: أرونا في كتاب الله وسنة رسوله ما يدل على نفي الصفات، قالوا: أهلا وسهلا، الباب مفتوح، الفراش مبسوط والقهوة وازنة، نعم، وإن شئتم أتينا بالغداء، عندنا لكم دليل من القرآن والسنة على النفي.
تفضلوا؟
" غاية المتحذلق من هؤلاء " المتحذلق يعني: الذي يدّعي الحذق، والحذق قوة الذكاء والفهم، والمتحذلق بزيادة اللام هو الذي ينسب نفسه إلى الحذق وليس كذلك.
" غاية المتحذلق من هؤلاء أن يستنتج ذلك " عندي: الحاشية أي ما يدعيه من الصفات.
" من مثل قوله تعالى : (( هل تعلم له سمياً )) (( ولم يكن له كفوا أحد )) (( ليس كمثله شيء )) (( لا تجعلوا لله أندادا )) وما أشبه ذلك مما فيه النفي "، عندك كذا يا حمد؟
الطالب : ...
الشيخ : ويش عندك؟
الطالب : ... .
الشيخ : من مثل قوله تعالى.
الطالب : ... .
الشيخ : ايه، طيب يقول: هذا الدليل، هذا الدليل على النفي، هذا الدليل على النفي، فكر في الموضوع أنت هل فيه دليل؟ هل قال الله أنه لا يرضى لا يغضب لم يستو على العرش لا ينزل إلى السماء الدنيا وما أشبه ذلك ؟ لا، قال : (( هل تعلم له سميا )) أي: هل تعلم له أحدا يساميه ويشابهه؟ (( لم يكن له كفوا أحد )) لا أحد يكافؤه في قوته ولا في سمعه ولا في بصره ولا في غير ذلك من صفاته، هذا معنى الآية الذي لا يحتمل سواه.