شرح قول المصنف: " رابعاً: أنه إذا انتفت صفة الكمال عن الله لزم أن يكون متصفاً بصفات النقص، فإن كل موجود في الخارج لابد له من صفة فإذا انتفت عنه صفات الكمال لزم أن يكون متصفاً بصفات النقص، وبهذا ينعكس الأمر على هؤلاء النفاة ويقعون في شر مما فروا منه " حفظ
الشيخ : " رابعا : أنه إذا انتفت صفة الكمال عن الله لزم أن يكون متصفاً بصفات النقص ".
هذا صحيح؟ الله عز وجل موجود، موجود حقيقة، فإذا انتفت عننه صفات الكمال لزم أن يكون متصفا بالنقص.
فإذا قلنا: لا رحمة له، ولا كلام له، وقلنا على رأي النفاة المحض: لا سمع ولا بصر له ولا حياة له، لأن المعتزلة يقولون : سميع بلا سمع وبصير بلا بصر وما أشبه ذلك، ويش يلزم أن يكون؟ متصفا بالنقص.
إذا قلت: ليس بسميع لزم أن يكون ايش؟ أصم، ولهذا قال إبراهيم لأبيه : (( يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا )).
فأنت إذا نفيت صفات الكمال عن الله لزم أن يكون متصفا بالنقص، لأن كل موجود في الخارج فلابد له من صفة.
كيف كل موجود في الخارج؟ يعني في أوروربا؟
عندنا: التقدير الذهني والوجود العيني.
التقدير الذهني قد يقدر الإنسان ذاتا ليس لها صفات، يعني: ربما تتصور أنه يوجد ذات ما لها صفات ولا لا؟ كما أنك ربما تتصور أن هناك مخلوقا له مائة رجل وله ألف وجه وفي كل وجه ألف عين وفي كل عين ألف سواد، نعم، وهكذا، يمكن تتصور هذا ولا ما تتصور؟ في التصور يمكن تتصور ولا لا؟ ويمكن تتصور ما هو أعظم من ذلك. التصور هذا لا يدل على الوجود، لكن كل موجود في الخارج يعني قائم بعينه فلا بد له من صفات، ولو لم يكن من صفاته إلا أنه موجود لكفى.
" كل موجود في الخارج فلا بد له من صفة، فإذا انتفت عنه صفات الكمال لزم أن يكون متصفا بصفات النقص، وبهذا ينعكس الأمر على هؤلاء النفاة ويقعون في شر مما فروا منه ". هذه اللوازم لا شك أنها لازمة على قول أهل الباطل وأنهم لا محيد لهم عنها.
وبهذا نعرف أن القول الحق هو إثبات ما أثبته الله لنفسه ونفي ما نفاه الله عن نفسه، والله أعلم.