شرح قول المصنف: " 1- دعوى كاذبة مثل أن يدعي الإجماع على قوله، أو أنه هو التحقيق أو أنه قول المحققين، أو أن قول خصمه خلاف الإجماع ونحو ذلك " حفظ
الشيخ : بقينا في الشبهات التي يدعونها عقلية، وليست بعقليات ولكنها وهميات.
فمثلا يقولون، غالب ما يعتمدون عليه ما يأتي: دعوى كاذبة، يعني: يدّعون دعوى، ولكنها ليست بصواب باطلة، مثل: أن يدعي الإجماع على قولهم، فيقول : أجمع أهل الحق على كذا وكذا، أجمع أهل الحق؟! ويدع السلف ومن تبعهم على الجانب الأيسر.
طيب، إلي يسمع كلمة: أجمع أهل الحق على كذا وش يقول؟ يقول : خلاف الإجماع كفر، إذن لا يجوز أن نخالف هذا الإجماع، مادام أجمع أهل الحق.
وفي الحقيقة أن أهل الحق أجمعوا على خلاف ذلك، لكن هو يدّعي، يدّعي هذا الشيء، إما أن يصادف قلبا خاليا من العلوم فتشتبه عليه هذه العبارة ويأخذ بها، أو يصادف قلبا واعيا يعرف الباطل.
أو يقول : هذا هو التحقيق، أو هذا قول المحققين
طيب الي يقرأ الكتاب وما يعرف المذهب المقابل ويش يظن؟ خلاص ما دام هذا التحقيق من هذا المؤلف فيقبل، أو قول المحققين أيضا فيقبل، عرفتم؟
فإن قلت : هذه العبارة أيضا يوجد مثلها في كلام السلف، ويقولون: هذا التحقيق، وهذا هو الحق، وهذا ما أجمع عليه الصحابة وما أشبه ذلك، فهم يقولون أنتم أيضا ادعيتم مثل ما ادعينا، فماذا نصنع؟
نقول : بيننا وبينكم كتاب الله وسنة رسوله، فتفضلوا؟ ولا حقيقة أن دعوانا عليكم كدعواكم علينا.
ولكن نقول : المرجع في هذا إلى كلام الله وكلام رسوله، ولننظر أينا أحق بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
أو يقول عن قول خصمه: إنه خلاف الإجماع، فيقول مثلا عن مذهب السلف: إن هذا خلاف إجماع أهل التحقيق، أو أهل الحق، أو خلاف إجماع العقلاء وما أشبه ذلك.
فالدعوى الأولى لإثبات قوله، والدعوى الثانية لنفي قول غيره ورده.
ومع ذلك فهي دعاوى كاذبة لا أساس لها من الصحة.