شرح قول المصنف: " والرد على هؤلاء من وجوه: الأول: نقض شبهاتهم وحججهم، وأنه يلزمهم فيما أثبتوه نظير ما فروا منه فيما نفوه. الثاني: بيان تناقض أقوالهم واضطرابها، حيث كانت كل طائفة منهم تدعي أن العقل يوجب ما تدعي الأخرى أنه يمنعه ونحو ذلك، بل الواحد منهم ربما يقول قولاً يدعي أن العقل يوجبه، ثم ينقضه في محل آخر، وتناقض الأقوال من أقوى الأدلة على فسادها " حفظ
الشيخ : " والرد على هؤلاء من وجوه :
الأول : نقض شبهاتهم وحججهم وأنه يلزمهم فيما أثبتوه نظير ما فروا منه فيما نفوه "
.
وهذا مهم جدا، نقض الشبهات والحجج.
مثال ذلك، نأخذ مثالا لهذا:
إذا قالوا: المراد باليد القوة دون الحقيقة، لأننا لو أثبتنا لله يدا حقيقية لزم أن يكون مماثلا للمخلوق حيث إن للمخلوق يدا، عرفتم؟
نقول لهم بكل بساطة: وللمخلوق قوة أو لا؟ فإذا أثبتم أن لله قوة لزم على قاعدتكم أن يكون مماثلا للمخلوق، لأن القوة عندكم مماثلة، كما أن الأيدي عندكم متماثلة، فيلزمكم إذن فيما أثبتموه نظير ما يلزمكم فيما نفيتموه، بل شر منه، لأنه يلزمكم على هذا الوقوع فيما فررتم منه وزيادة تحريف النص. وأما الذين قالوا بظاهره فهم على تسليم أن ذلك تشبيه لم يقعوا إلا في ايش؟ في التشبيه فقط، أما أنتم فوقعتم في التشبيه وفي تحريف النصوص.
وهذا هو معنى قول " يلزمهم فيما أثبتوه نظير ما فروا منه فيما نفوه ". فالقول بانه يلزمهم زيادة على ذلك.