شرح قول المصنف: " وقد تنوعت عبارات السلف في التحذير عن الكلام وأهله لما يفضي إليه من الشبهات والشكوك حتى قال الإمام أحمد: " لا يفلح صاحب كلام أبداً ". وقال الشافعي: " حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد، والنعال، ويطاف بهم في العشائر والقبائل، ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على علم الكلام " أهـ. حفظ
الشيخ : " وقد تنوعت عبارات السلف في التحذير عن الكلام وأهله لما يفضي إليه من الشبهات والشكوك، حتى قال الإمام أحمد رحمه الله : لا يفلح صاحب كلام أبداً ".
أعوذ بالله، صاحب الكلام ما يفلح، لأننا إذا رجعنا إلى أحوال المتكلمين وجدنا أنهم في حيرة وشك وقلق، وأن الإنسان منهم يموت وهو شاك في دينه، قال بعض السلف : " أكثر الناس شكا عند الموت أهل الكلام "، وكان بعضهم يقول عند موته: " أنا أموت على دين العجائز " دين العِجْز ليش؟ لأن دين العجائز مبني على الفطرة والتسليم للنصوص، العجوز ما تعرف تجادل ولا تعرف تذهب تبني عقيدتها على الجدل تقرأ الكتاب والسنة وتأخذ بهما، فهم يتمنون أن يعودوا إلى دين العجائز. ولكنه لا يحصل لهم لما في قلوبهم من الفتنة.
و قال بعضهم أيضا : " من طلب علم الكلام تزندق " أي: صار زنديقا.
ويكفي مثل هذه العبارات تحذيرا عنه.
وقال الشافعي : " حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في العشائر والقبائل، ويقال : هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة، وأقبل على علم الكلام " رحمه الله. وهذا مستحقون لهذا الأمر، لأنهم أفسدوا العقائد بهذا الكلام الذي أتوا به، وهم يزعمون أنهم حققوا العقائد، لكنهم خرقوا العقائد في الواقع.
يضربوا بالجريد والنعال كما ضرب شارب الخمر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، زيادة على ذلك يطاف بهم في العشائر والقبائل، ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على علم الكلام، لماذا؟ تعزيرا وتحذيرا، تعزيرا لهم، وتحذيرا لغيرهم، لأنهم ارتكبوا أمرا محرما، ليش ما أخذوا عقيدتهم من الكتاب والسنة.