شرح قول المصنف: " فأما أهل التخييل: فهم الفلاسفة، والباطنية ومن سلك سبيلهم من المتكلمين وغيرهم. وحقيقة مذهبهم أن ما جاءت به الأنبياء مما يتعلق بالإيمان بالله واليوم الآخر أمثال وتخييلات لا حقيقة لها في الواقع، وإنما المقصود بها انتفاع العامة وجمهور الناس، لأن الناس إذا قيل لهم : إن لكم رباً عظيماً، قادراً، رحيماً، قاهراً، وأمامكم يوماً عظيماً تبعثون فيه، وتجازون بأعمالكم ونحو ذلك استقاموا على الطريقة المطلوبة منهم، وإن كان هذا لا حقيقة له على زعم هؤلاء " حفظ
الشيخ : يقول : " فأما أهل التخييل : فهم الفلاسفة، والباطنية ومن سلك سبيلهم من المتكلمين وغيرهم".
الفلاسة هؤلاء هم الذين يدعون أنهم الحكماء العقلاء، ويرون أن العلوم التي سوى علومهم ليست بشيء، حتى علوم الأنبياء عندهم ليست بشيء، تقول هذه علوم عجائز ولا تصلح لأهل العقل، وطبعا هم ينكرون الخالق، وينكرون اليوم الآخر، لأنهم ماديون دهريون، لا يؤمنون بشيء والعياذ بالله. ومع ذلك عندهم الكبرياء والغطرسة ما يجعلهم يرون الناس كأمثال الذر ولا يعبؤون بهم، فهم فلاسفة.
والباطنية، الباطنية هم الذين يقولون: إن الدين له ظهر وبطن، أو ظاهر وباطن. فالظاهر لأهل الظاهر والباطن لأهل الباطن. من هم أهل الظاهر؟ أهل الظاهر هم السذج الذين يلعب الناس بعقولهم، يقولون: في جنة وفي نار وفي صلاة وصوم وحج وما أشبه ذلك ويمشون، هذا العوام.
والباطن هو الذي عليه أئمتهم وسيأتي إن شاء الله بيان مذهبهم وطريقتهم في العمل.
هؤلاء يقولون : " إن ما جاءت به الأنبياء مما يتعلق بالإيمان بالله واليوم الآخر أمثال وتخييلات لا حقيقة لها في الواقع "، أعوذ بالله، يعني الواقع عندهم أنه لا رب ولا بعث ولا جزاء، وإنما هي أرحام تدفع وأراض تبلع فقط ولا في شيء، ولكن، " وإنما المقصود بها انتفاع العامة وجمهور الناس، لأن الناس إذا قيل لهم : إن لكم رباً عظيماً، قادراً، رحيماً، قاهرا وأمامكم يوما عظيماً تبعثون فيه وتجازون بأعمالكم ونحو ذلك استقاموا على الطريقة المطلوبة منهم، وإن كان هذا لا حقيقة له على زعم هؤلاء ".
يقولون: هذا ما له حقيقة، طيب ليش الرسل تأتي وتقول للناس إن لكم ربا وإن هناك جنة وهناك نارا؟ قال : نعم، قالوا هذا لأجل أن يسير الناس على ما وجهوهم إليه، لأنه إذا قيل للناس إن لكم ربا رحيما قادرا عظيما شديد العقاب وما أشبه ذلك ولكن افعلوا كذا وافعلوا كذا واتركوا كذا واتركوا كذا وإلا فسيعاقبكم هذا الرب ينصاعون ولا لا؟ نعم ينصاعون لهذه الأوامر ويطيعون، لكن إذا لم يقل لهم ذلك كل ركب رأسه ولا همه أحد.
طيب، إذن فعلى هؤلاء يكون ذكر الله عز وجل وذكر اليوم الآخر ما هو إلا تخويف وترويع فقط، مثل ما تقول للصبي اسكت ولا ترى بيجيك البعبع، ولا ترى بينزل عليك من السماء صفيحة حامية، العامة يقولون " مقرصة حامية " مقرصة يصنع بها القرص، هل صحيح هذا؟ لكن قلنا له ذلك الشيء من أجل يسكت يتروى ويسكت، فهذا هو الأمر عند هؤلاء الفلاسفة والباطنية ومن تابعهم، ولا ما في رب ولا جزاء ولا بعث، نسأل الله العافية والسلامة.
ثم هل ما قالوه هو ما استقر في فطرهم ؟
الجواب : لا، لأنه لا يمكن لأحد أن ينكر الخالق، قد ينكر الجزاء، ولكن إنكار الخالق لا يمكن أبدا، لأن أي عاقل لا يمكن أن يقول إن الحادث يحدث بدون محدث أبدا، لكن هذا كلامهم.
الفلاسة هؤلاء هم الذين يدعون أنهم الحكماء العقلاء، ويرون أن العلوم التي سوى علومهم ليست بشيء، حتى علوم الأنبياء عندهم ليست بشيء، تقول هذه علوم عجائز ولا تصلح لأهل العقل، وطبعا هم ينكرون الخالق، وينكرون اليوم الآخر، لأنهم ماديون دهريون، لا يؤمنون بشيء والعياذ بالله. ومع ذلك عندهم الكبرياء والغطرسة ما يجعلهم يرون الناس كأمثال الذر ولا يعبؤون بهم، فهم فلاسفة.
والباطنية، الباطنية هم الذين يقولون: إن الدين له ظهر وبطن، أو ظاهر وباطن. فالظاهر لأهل الظاهر والباطن لأهل الباطن. من هم أهل الظاهر؟ أهل الظاهر هم السذج الذين يلعب الناس بعقولهم، يقولون: في جنة وفي نار وفي صلاة وصوم وحج وما أشبه ذلك ويمشون، هذا العوام.
والباطن هو الذي عليه أئمتهم وسيأتي إن شاء الله بيان مذهبهم وطريقتهم في العمل.
هؤلاء يقولون : " إن ما جاءت به الأنبياء مما يتعلق بالإيمان بالله واليوم الآخر أمثال وتخييلات لا حقيقة لها في الواقع "، أعوذ بالله، يعني الواقع عندهم أنه لا رب ولا بعث ولا جزاء، وإنما هي أرحام تدفع وأراض تبلع فقط ولا في شيء، ولكن، " وإنما المقصود بها انتفاع العامة وجمهور الناس، لأن الناس إذا قيل لهم : إن لكم رباً عظيماً، قادراً، رحيماً، قاهرا وأمامكم يوما عظيماً تبعثون فيه وتجازون بأعمالكم ونحو ذلك استقاموا على الطريقة المطلوبة منهم، وإن كان هذا لا حقيقة له على زعم هؤلاء ".
يقولون: هذا ما له حقيقة، طيب ليش الرسل تأتي وتقول للناس إن لكم ربا وإن هناك جنة وهناك نارا؟ قال : نعم، قالوا هذا لأجل أن يسير الناس على ما وجهوهم إليه، لأنه إذا قيل للناس إن لكم ربا رحيما قادرا عظيما شديد العقاب وما أشبه ذلك ولكن افعلوا كذا وافعلوا كذا واتركوا كذا واتركوا كذا وإلا فسيعاقبكم هذا الرب ينصاعون ولا لا؟ نعم ينصاعون لهذه الأوامر ويطيعون، لكن إذا لم يقل لهم ذلك كل ركب رأسه ولا همه أحد.
طيب، إذن فعلى هؤلاء يكون ذكر الله عز وجل وذكر اليوم الآخر ما هو إلا تخويف وترويع فقط، مثل ما تقول للصبي اسكت ولا ترى بيجيك البعبع، ولا ترى بينزل عليك من السماء صفيحة حامية، العامة يقولون " مقرصة حامية " مقرصة يصنع بها القرص، هل صحيح هذا؟ لكن قلنا له ذلك الشيء من أجل يسكت يتروى ويسكت، فهذا هو الأمر عند هؤلاء الفلاسفة والباطنية ومن تابعهم، ولا ما في رب ولا جزاء ولا بعث، نسأل الله العافية والسلامة.
ثم هل ما قالوه هو ما استقر في فطرهم ؟
الجواب : لا، لأنه لا يمكن لأحد أن ينكر الخالق، قد ينكر الجزاء، ولكن إنكار الخالق لا يمكن أبدا، لأن أي عاقل لا يمكن أن يقول إن الحادث يحدث بدون محدث أبدا، لكن هذا كلامهم.