شرح قول المصنف: " وأما غير الغلاة فيزعمون أن الأنبياء يعلمون حقائق هذه الأمور ولكنهم ذكروا للناس أموراً تخييلية لا تطابق الحق لتقوم مصلحة الناس، فزعموا أن مصلحة العباد لا تقوم إلا بهذه الطريقة التي تتضمن كذب الأنبياء في أعظم الأمور وأهمها " حفظ
الشيخ : " وأما غير الغلاة فيزعمون أن الأنبياء يعلمون حقائق هذه الأمور، ولكنهم ذكروا للناس أموراً تخييلية لا تطابق الحق لتقوم مصلحة الناس ..." الخ.
هؤلاء الطائفة الثانية من الفلاسفة، يقولون: إن الرسل يعلمون أنه ما هناك رب ولا بعث، لكن رأوا أن المصلحة لا تقوم إلا بهذا، أي: بأن يقولوا إن هناك ربا وبعثا لأجل ايش؟ ها؟ لمصلحة الخلق، عشان يوافقونهم على ما يقولون.
وهؤلاء يزعمون أن الأنبياء عباقرة أذكياء عقلاء وليس لهم صلة بالله، لأنه ما في إله عندهم، لكن هذا النبي عندهم رجل من العباقرة الأذكياء اصطنع بنفسه أمورا يرى أنها مصلحة كالقوانين الوضعية فدعى الناس إليها وحذرهم من مخالفتها بهذا الرب وهذا البعث وليس هناك بعث ولا جزاء.