شرح قول المصنف: " أما في الأعمال فمنهم من يجعلها حقائق يؤمر بها كل أحد، ومنهم من يجعلها تخييلات ورموزاً يؤمر بها العامة دون الخاصة فيؤولون الصلاة بمعرفة أسرارهم، والصيام بكتمانها، والحج بالسفر إلى شيوخهم ونحو ذلك " حفظ
الشيخ : " أما في الأعمال فمنهم من يجعلها حقائق يؤمر بها كل أحد، ومنهم من يجعلها تخييلات ورموزا يؤمر بها العامة دون الخاصة ".
قال العمل الآن، احنا فهمنا الاعتقاد عندكم إنه ما فيه رب ولا جزاء، لكن في العمل؟ تؤمنون بالصلاة؟ انقسموا بعضهم قال: نعم نؤمن بالصلاة والزكاة والصيام والحج، ونقول : إن هذه الأعمال مصلحة للعامة وللخاصة، وكل يؤمر بها، فنقول للعامة صلوا ونقول للخاصة صلوا، ونقول للعامة زكوا ونقول للخاصة زكوا، ونقول للعامة صوموا ونقول للخاصة صوموا، ونقول للعامة حجوا ونقول للخاصة حجوا، لأن هذه أعمال تؤثر على الإنسان انطباعا خاصا يكون مقابل للفضائل فنأمر بها كل أحد.
ومنهم من يقول : لا، حتى الأعمال لا حقيقة لها وإنما يؤمر بها العامة دون الخاصة، فعندهم أن الرسل من العوام ولا من الخواص؟ من العوام، لأنهم هم الي يصلون ويزكون ويصومون ويحجون، كل العالم الي يتعبد لله عندهم من العوام الذين لا يعرفون الحقائق ولا يعرفون الأمور.
وأما الخواص فإنهم لا يؤمرون بهذه الصلوات ولا بالصيام ولا بالزكاة ولا بغيرها ما يؤمر، لأنه وصل إلى مرحلة تسقط التكليف، لأن الله يقول : (( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )) وهؤلاء وصلوا إلى درجة اليقين فانتهت العبادة في حقهم، لأن حتى للغاية، وما بعد الغاية يخالف ما قبلها.
أنت لو سافرت إلى بلد فإن سفرك ينتهي بوصولك إليها، وحينئذ تضع العصا وتنيخ الناقة ولا تعمل أي عمل من أعمال السفر. هكذا يقول هؤلاء والعياذ بالله إن الإنسان إذا بلغ الغاية سقطت عنه الوسيلة، وهذه العبادات وسائل توصلك إلى اليقين ثم بعد ذلك لا تعمل، طيب ويش عبادات الخاصة؟ استمع إليها.
يقول : " فيؤولون الصلاة بمعرفة أسرارهم، والصيام بكتمانها، والحج بالسفر إلى شيوخهم، ونحو ذلك ".
يقول : الصيام الذي يؤمر به العامة أن يمسكوا عن الطعام والشراب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، والي يؤمر به الخاصة أن يكتموا أسرارهم أسرار الفرقة والطائفة.
طيب، الصلاة صلة بين العبد وبين الله ذات ركوع وسجود هذه صلاة من؟ العوام.
صلاتهم هم أن تعرف أسرارهم، ولهذا هؤلاء الفرقة الباطنية وأشباههم موجودين الآن ما يأذنون لكل واحد يدخل معهم حتى يتمرن ولهم مراتب عشر، ينقلون الإنسان من مرتبة إلى مرتبة، ولا يمكن أن يخبر بالمرتبة الثانية حتى يتقن المرتبة الأولى، كلها مبنية على أسرار عظيمة أشد من أسرار الحرب ليش؟ لأنه لو اطلع الناس على أسرارهم هذه لقتلوهم قتلا، ما أبقوا لهم على الأرض ديارا، لكن يتسترون، فيقولون: إن الصلاة ليست الصلة بين الإنسان وبين الله لأنه ما في إله.
الصلاة أن يكون بينك وبين أوليائهم صلة بحيث يخبرونك ها؟ بأسرارهم.
طيب، تريد تصوم؟ نعم. كيف أصوم؟ قال اكتم هذا السر، لأن الصيام في اللغة الإمساك، والصيام عندنا هو الإمساك عن إظهار الأسرار، امسك لا تعلِّم، فيكون الصيام هذا بالليل والنهار ولا بالنهار فقط؟ بالليل والنهار، إلى أن يموت، لأنه لازم يكتم الأسرار ولا ماصام.
الحج، قال: الحج ليس أن تسافر إلى بيت الله لأنه ما في إله حتى يكون له بيت. الحج أن تسافر إلى الولي فلان، وينه في؟ في كربلاء، في قم، في المكان الفلاني في المكان الفلاني، نعم، هذا هو الحج، كان تبي حج يغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فاذهب إلى الولي الفلاني، نعم، واخضع بين يديه واسجد له وامش إليه راكعا هذا هو الحج. أما أن تذهب إلى مكة لتقصد بيت الله فهذا ليس بحج، شوف الآن، طيب ويش بقي عندنا؟
يقول : " وهؤلاء هم الملاحدة من الإسماعيلية والباطنية ونحوهم ". وهم موجودون الآن ولا لا؟ موجودون الآن، الإسماعيلية موجودين والباطنية موجودين والنصيرية وغيرهم كل هؤلاء على هذا الطريق والعياذ بالله.
ولهذا تجد رد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من أهل العلم على هؤلاء ردا مفحما شديدا، وسيأتي إن شاء الله بيان بطلان مذهبهم.
إنما هذه الفرقة الأولى وتسمى ايش؟ أهل التخييل، لأنهم يرون أن الله سبحانه وتعالى أن الإيمان به تخييلات فقط، ما هو حقيقة نعم؟ ها.
الطالب : الإسماعيلية.
الشيخ : إذا أردت أن تبحث عن هؤلاء فارجع إلى الملل والنحل للشهرستاني لأنه هو أحسن ما رأيت في جمعها.
القارئ : ... ما يتعلق بالإيمان بالله واليوم الآخر .
الشيخ : صفحة 52 عندي نعم. ها؟ طيب.