شرح قول المصنف: " والإيمان باليوم الآخر دلت عليه جميع الشرائع واقتضته حكمة الله البالغة، ولا ينكره إلا مكابر، أو مجنون " حفظ
الشيخ : قال : " والإيمان باليوم الآخر دلت عليه جميع الشرائع واقتضته حكمة الله البالغة، ولا ينكره إلا مكابر أو مجنون ". الإيمان باليوم الآخر دلت عليه جميع الشرائع، كل الكتب السماوية أثبتت اليوم الآخر، وآمن به كل من ينتسب إلى الأديان السماوية.
أيضا الحكمة تقتضيه، وجه ذلك : أنه من السفه البالغ أن يحدث هذا الخلق، وترسل إليه الرسل، وتنزل إليه الكتب، ويباح دماء بعضهم لبعض، وأموال بعضهم لبعض، ونساء بعضهم لبعض، ليقاتلوا على دين الله، ثم في النهاية موت بلا بعث، ما هذا؟ ها؟ سفه، ويش الفائدة الآن؟ فلولا أن هناك يوما يجازى فيه العاملون بما عملوا لكان إيجاد الخليقة عبثا، ولا يظن ظان بالله هذا الظن إلا كافرا. قال الله تعالى : (( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما باطلا )) ايش بعدها؟ (( ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار )) (( وماخلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون )) ويش بعده؟ ها؟ (( إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين )) فلما نفى عن نفسه اللعب وأنه إنما خلقهما بالحق بين أن هذا له غاية (( إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين )) (( أيحسب الإنسان أن يترك سدى * ألم يك نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى )) ويش بعده ؟ (( أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى )) فإذن هذه الخليقة وهذه الشرائع ما جاءت إلا ليوم آخر. فلو أنها جاءت هكذا ليقتل الناس بعضهم بعضا ويسبي بعضهم بعضا ويأخذ بعضهم مال بعض، ثم النتيجة أن يموتوا جميعا وتأكلهم الأرض لكان هذا من أسفه السفه.
إذن فالإيمان باليوم الآخر افتضته الشرائع ويش بعد؟ والحكمة والعقل، ولا ينكره إلا مكابر أو مجنون.
من هو المكابر؟ المكابر هو الذي يعاند ولا يقبل مهما كان.
والمجنون فاقد العقل.
أما الإنسان العاقل فإن عقله يهديه إلى وجوب وجود اليوم الآخر، وأنه أمر لا بد منه.
ومن حكمة الله عز وجل ورحمته بنا أنه قرر هذا اليوم الآخر قرره بعدة أدلة عقلية وحسية، لأن الإيمان باليوم الآخر هو الذي يحمل الإنسان على العمل بالطاعات وترك المعاصي وإلا ما آمن أحد، والله الموفق.