شرح قول المصنف: " فصل مذهب أهل التأويل في نصوص المعاد: الإيمان بها على حقيقتها من غير تأويل، ولما كان مذهبهم في نصوص الصفات صرفها عن حقائقها إلى معانٍ مجازية تخالف ظاهرها، استطال عليهم أهل التخييل فألزموهم القول بتأويل نصوص المعاد كما فعلوا في نصوص الصفات " حفظ
الشيخ : " فصل: مذهب أهل التأويل في نصوص المعاد : الإيمان بها على حقيقتها من غير تأويل ".
انتبه لهذه القضية، مذهب أهل التأويل في نصوص المعاد الإيمان بها على حقيقتها من غير تأويل، يعني: فيؤمنون بالبعث والجزاء والجنة والنار، وما أشبه ذلك، يقولون: هذا حق على حقيقته، والناس سيبعثون ويحاسبون ويجزون ويعاقبون أو يثابون لا نشك في هذا، وهذا حق ولا باطل؟ هذا حق. طيب.
" ولما كان مذهبهم في نصوص الصفات صرفها عن حقائقها إلى معانٍ مجازية تخالف ظاهرها، استطال عليهم أهل التخييل " استطال عليهم يعني تطاولوا عليهم واستعلوا عليهم، وقالوا لهم تعالوا أنتم تقولون : إنه لا يراد بنصوص الصفات ظاهرها، وإنما يراد بها معان أخرى، وتنكرون علينا إذا قلنا إنه لا يراد بنصوص المعاد ظاهرها، وإنما هي تخييل.
الآن بيصير نزاع بين من؟ بين أهل التخييل وأهل التأويل في ماذا؟ في باب الأسماء والصفات.
يقولون تعالوا أنتم تؤولون في الصفات ولا تؤولون في المعاد، ونحن نؤول في البابين، نقول: كلها ليست على حقيقتها، ولا يراد بها الحقيقة. عرفتم الآن؟ فالنزاع بينهما في باب؟ في باب الصفات، لأجل أن يلزمهم أهل التخييل بإنكار المعاد.
شوف يقول : " استطال عليهم أهل التخييل فألزموهم القول بتأويل نصوص المعاد كما فعلوا في نصوص الصفات ".
هم قالوا : إنكم أنتم يا أهل التأويل تقرون بنصوص المعاد على حقيقتها، ما تؤولون، صح ولا لا؟ وهكذا كان حال أهل التأويل؟ حال أهل التأويل بالنسبة للمعاد على أنه حق على حقيقته؟ طيب، في المعاد يا أخي؟ يؤمنون بالبعث وبالجزاء وبالجنة وبالنار وبالثواب وبالعقاب يؤمنون بها. طيب.
في باب الصفات لا يؤمنون بها يؤولونها.
قال لهم أهل التخييل: أولوا في نصوص المعاد، لأن العقل يستبعد وقوع هذا الشيء، يستبعد إذا مزق الإنسان كل ممزق أن يبعث خلقا جديدا، هذا بعيد، بعيد أن يكون في جنة ونار ما تفنى أبدا، هذا ما يمكن، فأنتم يجب عليكم أن تؤولوا في نصوص المعاد كما أولتم في نصوص الصفات.