شرح قول المصنف: " وقد قال الشيخ رحمه الله عن طريقة هؤلاء في كتاب ( العقل والنقل) ص 121 ج1: " فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد " أ هـ. حفظ
الشيخ : وقد قال الشيخ رحمه الله عن طريقة هؤلاء في كتاب " العقل والنقل " ص 121 ج1 ترا في الطبعة التي على هامش منهاج السنة، ما هي الطبعة الأخيرة، لأن هذا مكتوب قبل الطبعة الأخيرة، يقول : " فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد ".
العجيب أن كثيرا من الناس الذين لا يدرون عن مذهب السلف يقولون: إن أهل السنة ينقسمون إلى قسمين لا ثالث لهما.
انتبه، أهل التأويل وأهل التفويض، أهل التأويل وأهل التفويض، ويعنون بالتفويض تفويض المعنى الذي هو التجهيل في الواقع.
إذا قلنا إن أهل السنة لا يخرجون عن هذين القسمين معناه أن السلف ليسوا من أهل السنة، السبب؟ لأن السلف يثبتون المعنى ولا يؤولون، فهم ليسوا مفوضة كأهل التجهيل وليسوا مؤولة كأهل التعطيل.
فهناك نقول قسم ثالث تركتموه وهم أهل السنة، وهم الذين يفوضون الكيفية ويقرون بالمعنى، وهم السلف. يقول: نحن نعلم معنى الاستواء، ولكن نجهل كيفيته، نعلم معنى اليد لكن نجهل كيفيتها، ولهذا لما سئل الإمام مالك عن الاستواء فقيل له : (( الرحمن على العرش استوى ))كيف استوى؟ فقال : " الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة " ويش معنى الاستواء غير مجهول؟ أي أنه معلوم المعنى في اللغة العربية، كل يعرف معنى استوى علا الشيء. والكيف غير معقول، يعني لا ندركه بعقولنا، وهل هو معلوم بالنص؟ الكيف؟ ها؟ غير معلوم، فاستوى عنه الدليلان العقلي والسمعي فوجب التوقف فيه، أي: في الكيف، والإيمان به واجب الإيمان بالاستواء على حقيقته واجب، والسؤال عنه أي عن كيفيته بدعة، " وما رأك إلا مبتدعا ".
وهكذا نقول في بقية الصفات، النزول إلى السماء الدنيا غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وهكذا نقول في بقية الصفات.