شرح قول المصنف: " والرد عليهم من وجوه: الأول: أن نسألهم ماذا يريدون بالتشابه الذي أطلقوه على آيات الصفات. أيريدون اشتباه المعنى وخفاءه، أم يريدون اشتباه الحقيقة وخفاءها؟ فإن أرادوا المعنى الأول وهو مرادهم فليست آيات الصفات منه لأنها ظاهره المعنى، وإن أرادوا المعنى الثاني فآيات الصفات منه لأنه لا يعلم حقيقتها وكيفيتها إلا الله تعالى:. وبهذا عرف أنه لا يصح إطلاق التشابه على آيات الصفات بل لابد من التفصيل السابق. حفظ
الشيخ : نرد عليهم من وجوه :
الأول : أن نسألهم ماذا يريدون بالتشابه الذي أطلقوه على آيات الصفات لأجل أن ننظر حتى نرد عليهم بعد أن يتقرر مذهبهم، أيريدون بذلك اشتباه المعنى وخفاءه، أم يريدون اشتباه الحقيقة وخفاءها؟
نقول : أنتم الآن تقولون إن آيات الصفات من المتشابه، فماذا تعنون بالمتشابه؟ هل تريدون اشتباه الحقيقة وأننا يشتبه علينا أن نعرف حقيقة هذه الأسماء والصفات، أو تريدون بالاشتباه اشتباه المعنى؟ يعني: أن المعنى مشتبه علينا ما ندري ما المراد؟ وأظننا نعرف الفرق بين المعنى وبين الحقيقة التي يؤول إليها الشيء.
فنحن نعرف معنى اليد، ومعنى الاستواء، لكن هل نحن عرفنا حقيقة يد الله وكيفيتها؟ أبدا، فيجب أن نعرف الفرق بين المعنى وبين الحقيقة.
فنسأل هؤلاء ماذا تريدون بالتشابه؟ هل تريدون اشتباه المعنى وخفاءه أم تريدون اشتباه الحقيقة وخفاءها؟
فإن أرادوا المعنى الأول وهو مرادهم، هم يريدون المتشابه يعني لا يعرف معناها، فليست آيات الصفات منه لأنها ظاهرة المعنى لقول مالك : " الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ".
طيب قولنا : إن أرادوا المعنى الأول وهو مرادهم، كيف نعلق بالأول ثم نثبت في الثاني؟ لأجل التفصيل، فإنهم هم إذا قالوا نحن نريد المعنى الأول، وهي أن آيات الصفات وأحاديثها مشتبهة المعنى هذا هو مرادهم فالجواب ؟ نعم.
" وإن أرادوا المعنى الثاني فآيات الصفات منه، لأنه لا يعلم حقيقتها وكيفيتها إلا الله تعالى. وبهذا عرف أنه لا يصح إطلاق التشابه على آيات الصفات، بل لابد من التفصيل السابق".
ما هو التفصيل السابق؟ أنه إن أريد بذلك اشتباه المعنى وخفاؤه فآيات الصفات واضحة المعنى ليست منه، وإن أريد بذلك اشتباه الحقيقة التي يكون عليها الأمر فهذا حق وهي من المتشابه.
ومن الذي يريدونه هؤلاء؟ يريدون هؤلاء يريدون المعنى الأول طيب.