شرح قول المصنف: " الثاني: أن قولهم: " إن التأويل المذكور في الآية هو صرف اللفظ عن ظاهره إلى المعنى الذي يخالف الظاهر" غير صحيح ، فإن هذا المعنى للتأويل اصطلاح حادث لم يعرفه العرب والصحابة الذين نزل القرآن بلغتهم، وإنما المعروف عندهم أن التأويل يراد به معنيان: إما التفسير ويكون التأويل على هذا معلوماً لأولي العلم كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: " أنا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله " وعليه يحمل وقف كثير من السلف على قوله تعالى: ( والراسخون في العلم ) من الآية السابقة. وإما حقيقة الشيء ومآله وعلى هذا يكون تأويل ما أخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الآخر غير معلوم لنا، لأن ذلك هو الحقيقة والكيفية التي هو عليها وهو مجهول لنا كما قاله مالك وغيره في الاستواء وغيره، وعليه يحمل وقف جمهور السلف على قوله تعالى:) وما يعلم تأويله إلا الله( (2). من الآية السابقة. حفظ
الشيخ : " الثاني: أن قولهم: إن التأويل المذكور في الآية هو صرف اللفظ عن ظاهره إلى المعنى الذي يخالف الظاهر غير صحيح ". لأنهم يقولون : آيات الصفات لها معنى يخالف ظاهرها فلا نجريها على ظاهرها؟ لماذا؟ لأن الله قال : (( وما يعلم تأويله إلا الله )) أي: ما يعلم المعنى المخالف للظاهر إلا الله عز وجل.
إذن فنحن الآن لا نجريها على ظاهرها، لأن لها معنى مخالف الظاهر لا يعلمه إلا الله.
" فإن هذا المعنى للتأويل اصطلاح حادث لم يعرفه العرب والصحابة الذين نزل القرآن بلغتهم، وإنما المعروف عندهم أن التأويل يراد به معنيان :
إما التفسير ويكون التأويل على هذا المعنى معلوماً لأولي العلم قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( أنا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله )، وعليه يحمل وقف كثير من السلف لا أكثرهم على قوله تعالى : (( والراسخون في العلم )) من الآية السابقة "
.
أظن أنه إذا كان التأويل بمعنى التفسير فهذا معلوم، لمن؟ لأهل العلم، لقوله تعالى : (( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم )) معطوفة على الله وموصولة به، فالراسخون في العلم يعلمون التأويل بناء على أن المراد بالتأويل: المعنى، طيب.
" وإما حقيقة الشيء ومآله وعلى هذا يكون تأويل ما أخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الآخر غير معلوم لنا، لأن ذلك هو الحقيقة والكيفية التي هو عليها وهو مجهول لنا ".
صح، إذا أردنا بالتأويل الحقيقة والمآل الذي عليه الشيء، فإن هذا غير معلوم لنا، لأننا لا نستطيع أن نعرف حقيقة ما أخبر الله به عن نفسه، نعم، نعرف المعنى أما أن نعرف كيف ذلك وما حقيقته فهذا لا يمكن.
وعلى هذا يقول : " يحمل وقف جمهور السلف على قوله تعالى : (( وما يعلم تأويله إلا الله )) من الآية السابقة ".
وبهذا تبين أن للسلف في هذه الآية وقفان، أو وقفين : الوقف الأول على: (( إلا الله )) فماذا يكون معنى التأويل عندهم ؟ اه؟ الحقيقة، إذا وقفنا على (( إلا الله )) صار المراد بالتأويل الحقيقة التي يؤول إليها الكلام.
وأما إذا وصلنا وهو قول لبعض السلف وقلنا : (( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم )) صار المراد به التفسير وهو معلوم لأهل العلم، لأن قوله : (( والراسخون في العلم يقولون آمنا به )) إذا جعلناها معطوفة على الله صاروا من الذين يعلمون تأويله وهو التفسير كما قال ابن عباس عن نفسه رضي الله عنه.