شرح قول المصنف: " 2- أهل التجهيل المفوضة الذين قالوا: الله أعلم بما أراد بنصوص الصفات، لكننا نعلم أنه لم يرد إثبات صفة خارجية له تعالى:، وهذا القول متناقض فإن قولهم: " نعلم أنه لم يرد إثبات صفة خارجية له" يناقض التفويض، لأن حقيقة التفويض أن لا يحكم المفوض بنفي ولا إثبات وهذا ظاهر. حفظ
الشيخ : " الثانية : أهل التجهيل المفوضة، الذين قالوا : لا نجريها على ظاهرها ولكن نقول : الله أعلم بما أراد ".
تقول له تعال: استوى على العرش، تجريها على ظاهرها؟ يقول: لا، ما أجريها، ويش معناها؟ قال الله أعلم.
أهل التأويل خير منهم ولا لا؟ أهل التأويل خير منهم، لأنهم أثبتوا لها معنى، وإن كانوا أشد منهم عدوانا لأنهم تجرؤوا وأثبتوا ما لا علم لهم به، لكن هم من حيث النظر أحسن من هؤلاء. تجي للمفوض تقول : (( ويبقى وجه ربك )) ويش معنى وجه ربك؟ قال : لا يراد به ظاهره، لا يراد به ظاهره، إذن ويش المراد؟ قال: الله أعلم، أنا أفوض فأقول : الله أعلم.
وأنت إذا تأملت وجدت أن قولهم متناقض، ما دمت تقول : الله أعلم، أليس من الممكن أن الله أراد الظاهر؟ نقول : بلى. فإذا كان ممكن أن يكون الله أراد الظاهر ليش تقول ليش تجزم بالنفي وتقول : لا يراد الظاهر.
أي نعم. استمع إلى مذهبهم. " يقولون : الله أعلم بما أراد بنصوص الصفات، لكننا نعلم أنه لم يُرد إثبات صفة خارجية له تعالى ".
يعني: مثلا (( جاء ربك )) تسألهم ويش معنى جاء ربك؟ قالوا: : الله أعلم بما أراد، لكننا نعلم أنه لم يرد المجيء الحقيقي، ها؟ تناقض ولا لا؟
طيب، إذا كنت تقول الله أعلم ليش تقول : نعلم أنه لم يرد؟ أليس من الجائز أن يكون أراد المعنى الحقيقي الظاهر؟ بلى، ومع ذلك يقول: لا، ما أراد أنه يجيء، ما أراد أنه استوى، ما أراد أنه له سمعا وبصرا وما أشبه ذلك، نعلم هذا، ثم نقول : الله أعلم بما أراد.
كل يعلم أن هذا تناقض، ولهذا قلنا : " وهذا القول متناقض فإن قولهم : نعلم أنه لم يرد إثبات صفة خارجية له يناقض التفويض، لأن حقيقة التفويض أن لا يحكم المفوض بنفي ولا إثبات وهذا ظاهر ".
إذن كلتا الطائفتين ضالتان، ولا لا ؟ لأنهما قالا على الله بلا علم، ولأنهما نفيا ما هو ظاهر من كلام الله وكلام رسوله. الظاهر أنه مذكور الرد عليهم؟ لا ما ذكر.