شرح قول المصنف: " والروافض سموا أهل السنة " نواصب " لأنهم يوالون أبا بكر وعمر كما كانوا يوالون آل النبي صلى الله عليه وسلم والروافض تزعم أن من والى أبا بكر وعمر فقد نصب العداوة لآل البيت، ولذلك كانوا يقولون: " لا ولاء إلا ببراء" أي لا ولاية لآل البيت إلا بالبراءة من أبي بكر وعمر " حفظ
الشيخ : " والروافض سموا أهل السنة نواصب ".
والناصبي هو الذي يبغض أهل البيت وينصب العداوة لهم الرافضة تقول لأهل السنة أنتم نواصب، ويقول الشاعر :
" إن كان نصبا حب صحب محمد *** فليشهد الثقلان أني ناصبي ".
" إن كان نصبا حب صحب محمد *** فليشهد الثقلان أني ناصبي " يعني أني أحب أصحاب الرسول ولا لا؟ نعم.
هم يقولون : إن أهل السنة، الروافض يقولون: إن أهل السنة نواصب؟ لماذا؟ لأنهم يوالون أبا بكر وعمر، ويحبون أبا بكر وعمر وعند هؤلاء " كما كانوا يوالون آل النبي صلى الله عليه وسلم ".
فأهل السنة والجماعة يقولون نحن نوالي أبا بكر وعمر وعثمان وعليا، ونرى أن لقرابة النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين حقين : حق القرابة وحق الإيمان. أما حق القرابة فإنه لا يشاركهم فيه ما ليس بقريب. وأما حق الإيمان فيشاركهم فيه كل من كان مؤمنا، ومن كان منهم أقوى إيمانا وأكثر عملا فهو أحق بالولاء منهم من هذه الناحية.
يعني مثلا هم يقولون أبو بكر وعمر عندنا أعلى من علي بن أبي طالب وغيره من آل النبي عليه الصلاة والسلام من حيث الإيمان والعمل الصالح.
أما من حيث القرابة فإنه لا، ليس لأبي بكر وعمر من القرابة مثل ما لعلي بن أبي طالب وآل النبي.
فهم يقولون : نحن نزن بالقسطاس المستقيم، ونعطي _يا فهد_ كل ذي حق حقه، نعم، فآل الرسول المؤمنين والله لهم علينا حق القرابة وحق الإيمان. نعم. ونرى أن قرابتهم لها من المزية والفضل ما لا يشاركهم فيها من ليس بقريب. لكن مع ذلك ما نتبرأ من غيرهم من الصحابة.
هم يقولون أبدا إن لم تتبرأ من أبي بكر وعمر وبقية الصحابة فأنت ناصب العداوة لآل البيت. ولهذا عندهم هذه القاعدة المنكرة الكاذبة يقولون : لا ولاء إلا ببراء، يعني لا ولاية لآل البيت إلا بالبراءة من أبي بكر وعمر. أعوذ بالله، صحيح هذا؟ والله هذه أكذب قاعدة على وجه الأرض.
نحن نتولى أبا بكر وعمر نعم؟ ونتولى عليا وحمزة والعباس وغيرهم من آل الرسول عليه للصلاة والسلام ولا لا؟ لو قالوا : لا ولاء لله ورسوله إلا بالبراءة من عدو الله ورسوله لكان ذلك صوابا، كذا صحيح يا طلال ؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا ما هو أصح،ـ لأن ذاك نافي الصحة أبدا، لكان ذلك صحيحا، كما قال تعالى : (( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله )) مع أصنامكم، ها؟ (( حتى تؤمنوا بالله وحده )) هذا صحيح لا يمكن الولاء لله ورسوله إلا بالبراءة من أعداء الله ورسوله.
أما ما تمكن الولاية لآل البيت إلا بالبراءة من أبي بكر وعمر فكذبوا والله أعظم كذبة.
علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يتولى أبا بكر وعمر؟ نعم وهما أحب إليه من جميع الصحابة بلا شك عندنا. حتى كان رضي الله عنه يعلن على منبر الكوفة، يقول : ( خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ) هو نفسه يقول هذا. وكذب من ادعى ولاية علي أبي طالب وهو لا يقر بفضل أبي بكر وعمر. بل إن من يدعي ولاية أبي طالب وهو لا يقر بفضل أبي بكر وعمر قد رمى علي بن أبي طالب بالمجاهرة بالمنكر، لأنه يخطب على منبر الكوفة يقول هذا الكلام الذي يقول هؤلاء إنه كلام كذب وساقط.
إذن ما هو اللقب السيء الذي لقبه الرافضة لأهل السنة؟ نواصب، كذا؟
وهم أيضا يسمونهم مجسمة ومشبهة، لأنهم أي المعتزلة ينكرون الصفات، نعم، الروافض ينكرون الصفات.