الجواب عن إشكال: هل المعنى المراد هو الظاهر أو الاحتمال المرجوح ؟ (الكلام على الصفات الفعلية) حفظ
الشيخ : فإذا قال قائل: هل المعنى المراد هو الظاهر أو الاحتمال المرجوح؟ فالجواب أنه هو الظاهر، لأن صرف اللفظ عن ظاهره إلى احتمال مرجوح يحتاج إلى دليل، وهذا الدليل إذا لم يكن معلوما لنا كان ادّعاؤه من اتّباع الهوى والتحكّم على الله عزّ وجلّ، وعلى هذا فنمرّ آيات الصفات الفعلية وآيات الصفات الخبرية وآيات الصفات الذاتية، نمرّه على ما هو عليه، فالحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والعزّة والقوة وما أشبه ذلك من الصفات الذاتية نمرّها كما جاءت، ونقول: إن لله حياة وعلما وقدرة وسمعا وبصرا وقوة وقدرة وعزة إلى آخره، ولا يجوز أن نصرفها عن ظاهرها، لأن صرفها عن ظاهرها خروج بها عما يراد بها.
كذلك الصفات الفعلية نمرّها كما جاءت، مثل المجيء، الإتيان، الغضب، السخط، الرضا، الفرح، العجب، وغير ذلك من الصفات الفعلية، نمره كما جاء، فنقول: المراد بالرضا المعنى الحقيقي، بالسخط المعنى الحقيقي، بالفرح المعنى الحقيقي، بالكراهة المعنى الحقيقي، وهكذا، لأنها ألفاظ جاءت لمعناها، فإذا صرفناها عن المعنى الظاهر صار ذلك من اتّباع الهوى لا الهدى.