الكلام على الذين لم يجروا الصفات على ظاهرها والرد عليهم. حفظ
الشيخ : الذين نفوا هذا الظاهر، وقالوا: إن المراد باليد القوة أو النعمة، وقالوا: نحن أسعد بتنزيه الله منكم، نقول لهم: كذبتم، لستم بأسعد بتنزيه الله منّا، بل أنتم وصفتم الله تعالى وكلامه بالنقائص، حيث زعمتم أن الكتاب لا يراد به ظاهره، بل يراد به معنى يخالف الظاهر تتصرفون فيه أنتم بعقولكم كما تشاؤون، ولذلك نجدكم متفرقين في المعنى المراد بهذا اللفظ، منكم من يقول المراد كذا، ومنكم من يقول المراد كذا، وكل إنسان يأتي بما أراد مما يراه عقليات وهي وهميات، ليست عقليات.
إذن إن هؤلاء الذين قالوا إن المراد به خلاف الظاهر هم أيضا لم يتّبعوا ما يلزمهم من إجرائها على ظاهرها.
إذن ما هو ظاهرها؟ ظاهرها المعنى اللائق بالله الحقيقي دون المجازي، فالمراد باليد يد حقيقية تأخذ وتتصرّف وتقبض، وكذلك أيضا المراد بالأصابع، أصابع حقيقية يأخذ الله بها ما أراد من خلقه، وكذلك المراد بالعين، وهكذا بقية الصفات.