أهل السنة يمرون الصفات كما جاءت من غير تكييف. حفظ
الشيخ : فنحن نمرّها كما جاءت لفظا، أيش؟ لفظا ومعنى، لأنها ألفاظ جاءت لمعان، فمن نفى اللفظ فإنه لم يمره، ومن نفى المعنى فإنه لم يمره، بل الواجب أن نمرّها كما جاءت، ولا نتعرض لقولنا كيف؟ ولم؟ لأن هذا التعرض من سبيل أهل البدع، بدليل؟
الطالب : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )).
الشيخ : لا، التعرض للكيفية كيف؟ ولم؟ من سبيل أهل البدع، الدليل؟
الطالب : قول مالك رحمه الله لما سئل عن الإستواء: كيف استوى؟
الشيخ : نعم.
الطالب : قال: " الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، ولا أراك إلا رجل سوء" فأمر به فأخرج.
الشيخ : إذن قوله " السؤال عنه بدعة " لا يجوز أبدا أن نسأل عن صفة من صفات الله، فنقول: كيف؟ ولا يجوز أيضا أن نقول: إذا صحّ هذا لزم منه هذا مما يمتنع على الله، يعني مثل الذين يقولون: إذا صح نزوله إلى السماء الدنيا لزم أن تكون السماء الثانية فوقه، هذا حرام ولا يجوز، ولا يمكن أن يقدّر هذا التقدير من عرف الله وقدره قدره، بل نحن موقفنا في هذه الأمور هو التسليم وعدم التعرّض لأي سؤال من هذه الأسئلة.
أما لو قال ما معنى النزول؟ أو ما معنى المجيء؟ أو ما معنى الضحك؟ فهذا لا بأس أن يسأل عن المعنى حتى يبيّن له، ما معنى الاستواء؟ لا بأس، لكن كيف استوى؟ كيف ينزل؟ كيف يجيء؟ كيف عينه؟ كيف يده؟ كيف قدمه؟ لا يجوز، والله أعلم.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمّد.
الشيخ : اللهم صل وسلم عليه.
القارئ : وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال رحمه الله تعالى: " فكل ما جاء من الآيات *** أو صح في الأخبار عن الثقات
من الأحاديث نمره كما *** قد جاء فاسمع من نظامي واعلما
ولا نرد ذاك بالعقول *** لقول مفتر به جهول
فعقدنا الإثبات يا خليلي*** من غير تعطيل ولا تمثيل "

الشيخ : بس.