تتمة المناقشة. حفظ
الشيخ : يقول هذا هو الذي نثبت به الإرادة ...
طيب الدليل على الإرادة والتخصيص، أبى أسأل الآن، أوجه سؤال، من الذي لا يعرف؟ هذا سؤال مقلوب، ما يخالف، في العادة نسأل من الذي يعرف، الآن نقول من الذي لا يعرف؟ من الذي لا يعرف دلالة التخصيص على الإرادة ؟ طيب اثنين ، ثلاثة ، إذن معناه لازم نعيد الدليل، نحن نعرف الفرق بين الأرض والسماء، أو لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : السماء سماء، والأرض أرض، ما الذي جعل السماء سماءً والأرض أرضاً ؟ الله عز وجل، بإرادة ولا بغير إرادة ؟
الطالب : بإرادة.
الشيخ : بإرادة ليس مكرهاً على هذا، هو مريد أن تكون السماء سماءً والأرض أرضاً.
طيب، إذن كونه يجعل السماء سماء والأرض أرضاً دليل على إيش؟ على إرادته، واضح يا جماعة؟
طيب، بقرة وبعير، البقرة معروفة والبعير معروفة، تختلفان أو تتفقان ؟
الطالب : تختلفان.
الشيخ : تختلفان لا شك، ما الذي جعل البقرة بقرة على هذا الوضع وهذه الصفة والبعير بعير على وضعها وصفتها؟ الله بإرادة الله، إرادة الله، أراد الله أن تكون البعير هكذا والبقرة هكذا. إذن تغاير البعير والبقرة دليل على إيش؟
الطالب : الإرادة.
الشيخ : على إرادة الله، واضح يا جماعة؟
الطالب : نعم
الشيخ : لكن هذا الدليل خفي، لا يعرفه الإنسان إلا بعد التأمل، الإنسان الذي هو طالب علم بعد التأمل.
لكن ما هو، يعني على أي شيء يدل نزول المطر ونبات الأرض والخصب والرخاء .
الطالب : الرحمة.
الشيخ : على الرحمة، من يعرفه؟
الطالب : ...
الشيخ : كل الناس يعرفه، وهذا الدليل الجلي الواضح يقول أهل العقل إنه ليس بدليل، لأنه يمنعه دليل عقلي أقوى منه، وهو أن الرحمة تقتضي اللين والرقة والضعف، وهذا لا يليق بالله، ونحن رددنا عليهم هذا القول بأمرين :
الأمر الأول: أننا لا نسلم أن الرحمة تستلزم الرقة واللين والضعف، وقلنا إنه يوجد من البشر من يكون ملكاً ذا سلطان قوي في ملكه، ومع ذلك من أرحم الناس، صح ولا لا ؟ ويوجد فقير لا يجد ما يستر إلا عورته المغلظة، وهو من أعتى الناس وأقسى الناس.
ثم لو فرضنا أن الرحمة تقتضي ما ذكرتم، فهذه رحمة من ؟ المخلوق، أما الله عز وجل فهو رحيم مع كمال سلطانه، ورحمته من كمال سلطانه، نعم .
الطالب : أخذ نصف الدرس.
الشيخ : هاه.
الطالب : نصف الدرس
الشيخ : راح نصف الدرس؟
الشيخ : باقي نصف الدرس، طيب، أجل نقف على هذا، وإن شاء الله ..