الشيخ : طيب، إذا قال قائل: قد ورد في تفسير بعض السلف لقوله تعالى: (( تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا )) قال: تجري بمرأى منا، فهل يعتبر هذا تحريفاً، أم ماذا؟
الجواب: لا، ليس هذا تحريف، لأنهم يقولون: تجري بمرأى منا مع إقرارهم بالعين، نعم، لو أن هذا جاء من شخص فسر بمرأى منا وهو ينكر العين لقلنا: هذا تحريف، أما إذا قال : بمرأى منا، فإن معنى كلامهم أنها تجري ونحن نراها بأعيننا، وكأنهم يريدون بذلك الرد على من زعم بأن ظاهر الآية أن السفينة تجري في نفس العين، حاشا وكلا، نعم، وجاء بها مشبهاً على مذهب أهل السنة والجماعة.
وقال أنتم يا أهل السنة والجماعة تقولون: إننا نجري نصوص الصفات على ظاهرها، وظاهر الآية أن السفينة في نفس عين الله، وهذا لا شك أنه إلزام باطل، وأن السلف لايلتزمون بهذا، بل يقولون إن هذا ليس مدلول اللفظ، ليس مدلول اللفظ، اللغة العربية يقول الإنسان: اذهب فأنت بعيني، يعني أراك وألاحظك ولا تغيب عن عيني، ولا أحد يقول: إن الرجل إذا قال لصاحبه : أنت بعيني، يعني أنك في نفس العين أبداً، ولا هذا مقتضى اللفظ في اللغة العربية.
ثم إن في الآية ما يدل على منع ذلك، (( تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا )) السفينة في أي مكان؟ في الأرض، على الماء الذي خلقه الله عز وجل من الأرض والسماء، فهي تجري على الماء وفي الأرض، كيف تقول: إن ظاهر الآية أنها تجري في عين الله؟! لكن هم يتشبثون بكل شيء من أجل التشنيع على أهل السنة، نعم .