بيان معنى العور في حديث الدجال. حفظ
الشيخ : ادعى بعض المجادلين قال: إن المراد بالعور في حديث الدجال: العيب.
فنقول له : هذا تحريف، لأن لفظ الحديث ( أعور العين اليمنى ) وهذا صريح بأن المراد عور العين لا العور الذي هو العيب العام الذي ينزه الله عنه على سبيل العموم، وهذا القول تحريف، ولكني أنا أتيت به لأبين لكم أن أهل التحريف كلهم أصحاب جدل، لكن من آتاه الله علماً وفهماً فإنه يرد جدلهم في نحورهم، لأنه ما المعنى أنك تحرف الحديث : ( أعور العين اليمنى ) تقول هذا المراد العور العيب يعني فإنه معيب وإن ربكم ليس بمعيب، ما الذي أوجب لك أن تحرف هذا التحريف والحديث صريح إلا العناد وزعمك أن لله أعيناً كثيرة لا تحصى، لأن بعض الناس قال يجب أن نؤمن بأن لله أعين كثيرة لا تحصى، وبعضهم عاب علينا أن نثبت العين الحقيقية، قال: يلزم من قولكم إذا أثبتم العين الحقيقية أن يكون الله له أعين كثيرة لا تحصى، فهؤلاء في جانب النفي وأولئك الآخرون في جانب الإثبات، هؤلاء قالوا حرام عليكم ألا تثبتوا إلا عينين، والآخرون قالوا : حرام عليكم أن تثبتوا عينين ليش؟ كلهم احتجوا بالشبهة هذه (( تجري بأعيننا )) هؤلاء قالوا : إذا أثبتنا لزم أن نثبت أعين كثيرة لا تحصى، وأولئك قالوا: لو أثبتنا العينين لزم أن نثبت أن يكون الله له، لو أثبتنا العين حقيقة لزم أن نثبت له أعين كثيرة لا تحصى، إذن فالعين ليست حقيقية، ولكنها كناية عن الرؤية، على من قال بالرؤية، أو عن العلم لمن نفى الرؤية، لأنكم تعلمون أن الأشاعرة لا يثبتون الرؤية، يثبتون العلم ولا يثبتون الرؤية، فيقولون: تجري بأعيننا أي بعلمنا.
طيب، انتهى الكلام على العين فيما سبق، ونرجو أن يكون واضحاً، نعم.
الطالب : ...
الشيخ : لا، قول يقول أثبت لله أعيناً لا تحصى، وقول آخر يقول لا تثبت لله ولا عين واحدة، ما له عين إطلاقاً.