هل نزول الله إلى السماء الدنيا بذاته، وهل يقال بذاته ؟ حفظ
الشيخ : فإذا قال: ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا فيقول ) صار المراد إيش؟ نزوله تعالى بذاته، نزوله بذاته.
وقد صرح أهل السنة بأن المراد نزوله بذاته، وصرحوا بكلمة بذاته، مع أننا لا نحتاج إليها، كيف؟ لأن الأصل أن كل فعل أضافه الله إليه فهو إلى ذاته، كل شيء فعل ولا اسم أضافه الله إليه فهو إليه ذاته، هذا هو الأصل.
لو قلت في المخلوقين: هذا كتاب فلان، هل المعنى هذا كتاب خادم فلان؟ أو فلان نفسه؟
الطالب : فلان نفسه.
الشيخ : لفلان نفسه، لو قلت: جاء فلان، هل المراد جاء خادم فلان أو رسول فلان؟ لا، هو نفسه لا غيره.
هكذا كل ما أضافه الله إلى نفسه من فعل أو اسم فالمراد إليه ذاته، لكن على وجه لا نقص فيه، فمثلاً نقول : ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا ) أضافه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ذات الله (ربنا) فوجب أن يكون المراد نزوله بذاته.
وقد أجمع على ذلك الصحابة رضي الله عنهم على أن المراد: ينزل ربنا بذاته سبحانه وتعالى، أجمعوا عليه.
ما الدليل على إجماعهم؟ أنه لم يأت عنهم حرف واحد يقولون إن المراد: ينزل شيء آخر غير الله، وهم يقرؤون هذا الحديث، فإذا قرؤوه، ولم يرد عنهم أنهم قالوا: إن المراد ينزل رحمة من رحمته، أو ملك من ملائكته عُلم إيش؟ أنهم أثبتوا نزوله بذاته، لكن لا حاجة إلى أن يقولوا بذاته، لم يظهر في زمنهم محرفة قالوا: إن المراد ينزل أمره أو رحمته أو مَلك من ملائكته حتى يحتاجوا إلى القول: ينزل بذاته، لكن لما حدث هؤلاء المحرفون احتاج أئمة المسلمين إلى أن يقولوا: ينزل بذاته، ولكل داءٍ دواءٌ يناسبه، كل داء له دواء يناسبه، طيب.
ينزل ربنا إلى السماء الدنيا، إذن ينزل نزولاً حقيقياً، هذه واحدة.