الرد على شبهة من حرف وأول صفة النزول بالرحمة . حفظ
الشيخ : طيب بعد هذا نقول : هل أحد من أهل القبلة خالف في تفسير النزول على ما قلناه؟
أقول : نعم، منهم من قال ( ينزل ربنا ) : أي تنزل رحمة ربنا. ومنهم من قال ( ينزل ربنا ) : أي مَلك من ملائكته، نعم. طيب، لأنهم ينكرون النزول الحقيقي.
فنقول لهم في الرد عليهم :
قولكم هذا مخالف لظاهر النص، لأن ظاهره أن الذي ينزل من؟ الله عز وجل.
ثانياً: مخالفٌ لصريح النص في قوله تعالى: ( فيقول من يدعوني ) إذ أن الملك لا يمكن أن يقول للخلق من يدعوني فأستجيب له، لأن هذا لا يقدر عليه إلا الله، ولو أن أحداً قاله من الخلق لقلنا إنه نزل نفسه منزلة الخالق، والملائكة مكرمون عن هذا، الملائكة (( يسبحون الليل والنهار لا يفترون )) ويتبرؤون ممن يدعون غير الله.
طيب، كذلك أيضاً إذا قلنا: إنها الرحمة تنزل إلى السماء الدنيا، فإننا نقول هذا غلط، لأن رحمةَ الله ليس غايتُها السماء الدنيا، أو ليس غايتَها السماء الدنيا، الرحمة تنزل إلى الأرض حتى تبلغ الخلق، فأي فائدة لنا إذا نزلت الرحمة إلى السماء الدنيا.
ثانياً : الرحمة تنزل كل وقت، لا تختص بثلث الليل الآخر، بل هي تنزل كل وقت، فإذا خصصناها بثلث الليل الآخر معناه بقي الزمن أكثره ليس فيه رحمة.
ثالثاً : لا يمكن للرحمة أن تقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، لأن الرحمة صفة من صفات الله، ولو قالت هذا القول لكانت إلهاً مع الله.