بيان أنه من دعا صفة الله فهو مشرك، ومعنى حديث: ( برحمتك أستغيث ). حفظ
الشيخ : ولهذا لا يصح لنا أن ندعو صفات الله، حتى إن من دعا صفات الله فهو مشرك، لو قال يا قدرة الله اغفري لي، يا مغفرة الله اغفري لي، يا عزة الله أعزيني، هذا لا يجوز، لا يجوز شرك، لأنه جعل الصفة بائنة عن الموصوف، مدعوةً دعاءً استقلالياً، وهذا لا يجوز.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (( برحمتك أستغيث )) فهذا من باب التوسل، يعني أستغيث بك برحمتك، فـالباء هنا للاستغاثة والتوسل، وليست داخلة على المدعو حتى نقول إن الرسول دعا أو استغاث برحمة الله، لكن استغاث بالله لأنه رحيم، هذا هو معنى الحديث الذي يتعين أن يكون معنى له. وابن رجب، هاه.
الطالب : ...
الشيخ : أنت تعرف أن هذا مما يؤيد أنه ينبغي للإنسان أن يسابق ويكون هو الأول، لأن المتأخر دائماً كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله ) .. (( سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ ))، وقال تعالى : (( إن ربك هو الخلاق العليم )).
فالخلاق والخالق يؤخذ منهما صفة الخلق، بناء على القاعدة التي سبقت لنا في هذا الباب، وهو: أنه كل اسم من أسماء الله فهو متضمن لصفة، وليست كل صفة متضمنة لاسم.